الحوت لـ"إذاعة الفجر": العهد مسؤول عن التعطيل ووحدة العاصمة دليل على وحدة كل لبنان.
الإثنين 18 تموز 2022
اعتبر النائب عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر" أنّ موضوع تشكيل الحكومة نموذج واضح عن قلة مسؤولية السّاسة وعدم شعورهم بحجم الأزمة التي تمرّ بها البلاد، حيث يعتقدون أنّ هناك رفاهية في الوقت للاستمرار في المماطلة.
وكشف الحوت أنّ تأخّر تشكيل الحكومة بشكل أساسي يرجع لشراهة العهد المنتهي قريبًا، ورغبة الأخير في تحقيق مكتسبات ذاتية للتيار التابع له، في محاولة للاستفادة من القدرة على التعطيل عبر الامتناع عن توقيع مرسوم تشكيل الحكومة. ورأى الحوت أنّ القوى السياسية في لبنان بغالبيتها باتت تشعر بعدم أحقّية منح العهد المنتهي قريبًا وتياره امتيازات ليست من حقه، وبالتالي كان الخيار الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال في حال إصرار العهد على هذه المطالب غير الدستورية.
وشدد الحوت على أنّ الأصل في تشكيل الحكومة هو أن يقوم الرئيس المكلف باختيار الوزراء والتشاور فقط مع رئيس الجمهورية، بينما يريد الرئيس عون توسيع دائرة التشاورات لتشمل تياره السياسي والشروط والمكاسب التي يطلبها هذا التيار.
على صعيد آخر، اعتبر الحوت أن تراجع الخدمات في مدينة بيروت يعود لأسباب عديدة، أولها ضعف البنية التحتية في المدينة وغياب صيانتها على مدى سنوات بسبب الهدر والفساد، وليس آخرها أنّ الغياب السياسي الوازن للعاصمة على مدى سنوات انعكس غيابًا تنمويًا وخدماتيًا.
وكشف الحوت أنّ نواب بيروت تداعَوا إلى اجتماعاتٍ مفتوحة لمتابعة شؤون العاصمة وخدماتها مع الإدارات المعنية لتسريع تأمين الخدمات فيها، واعتبر أنّه من غير المقبول أن يدفع أبناء بيروت ثمن الهدر والفساد على مدار السنوات الماضية. وحول الدعوات إلى تقسيم بلدية بيروت، رأى الحوت أنّ البعض حاول تصوير الأحياء "المسيحية" في العاصمة على أنها تعاني دون غيرها من الأحياء من غياب المشاريع التنموية. واعتبر أنّ تقديم التيار الوطني الحر اقتراح قانون لتقسيم البلدية يعتبر إذكاءً لنار الخطاب الطائفي ومشاريع الفتنة، ويعود ببيروت إلى منطق الحرب الأهلية التي قسّمت يومذاك إلى شرقية وغربية.
وشدد الحوت على أنّ المطلوب اليوم ليس تقسيم العاصمة إنّما الإتيان بمجلس بلدي من أهل الاختصاص مع مشروع تنموي واضح، يشمل ملفات النفايات والكهرباء والمياه والنقل المشترك والبنى التحتية والطرقات في مختلف أحياء العاصمة. وأشار الحوت إلى أنّ ما لم ينجز من تقسيم للعاصمة في زمن الحرب لن ينجز في السّلم بسب التصاق أبناء العاصمة ببعضهم أكثر من أيّ وقت مضى، لافتًا إلى أنّ وحدة العاصمة بيروت هي دليل على وحدة كل لبنان.