الأمين العام للجماعة الإسلامية الأستاذ عزّام الأيّوبي لموقع "أساس ميديا" "جهد الجماعة يتركّز حالياً على عدم السماح بأن تدخل الساحة السنّيّة في حالة إحباط عامّ، وعلى محاولة توسيع دائرة المشاركة السياسي
الجمعة 18 شباط 2022
الأمين العام للجماعة الإسلامية الأستاذ عزّام الأيّوبي لموقع "أساس ميديا" "جهد الجماعة يتركّز حالياً على عدم السماح بأن تدخل الساحة السنّيّة في حالة إحباط عامّ، وعلى محاولة توسيع دائرة المشاركة السياسية لدى القوى والهيئات الإسلامية"
أساس ميديا - أحمد الأيوبي - الجمعة 18 شباط 2022 https://www.asasmedia.com/news/391701
أقرّ الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عزام الأيوبي أنّ واقع الجماعة ليس سهلاً، لأنّها تتأثّر بحالة الضعف والتشتّت التي تصيب الساحة السنّيّة، وتعاني الحصار المفروض على "الإسلام السياسي". وأكّد أنّ جهد الجماعة يتركّز حالياً على عدم السماح بأن تدخل الساحة السنّيّة في حالة إحباط عامّ، وعلى محاولة توسيع دائرة المشاركة السياسية لدى القوى والهيئات الإسلامية. وذلك انطلاقاً من قراءاته حول فشل الطبقة السياسية في إدارة البلد ومسؤولية "حزب الله" وحلفائه عن الانهيار الحاصل.
يوافق الأيوبي، في حديث لـ"أساس"، على أنّ "الكيان اللبناني مهدّد، بسبب فشل الطبقة السياسية المتحكّمة بكلّ مفاصل الدولة فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون البلد، وخاصة في المرحلة الأخيرة، حيث استحكمت نزعة الأنانيّة المفرطة لدى أغلب الفرقاء، وظهرت شراهة غير مسبوقة لتحقيق مكاسب سريعة في كل المجالات على حساب التماسك الوطني وعلى حساب قدرة البلد على مواجهة الأزمات التي تعصف بالمنطقة".
يحمّل حزب الله قسطاً كبيراً من المسؤولية، إن لجهة تغطيته الأداء السيّء، هو وحلفائه، أو لجهة تحويله لبنان ساحةً منخرطة في صراعات المنطقة من دون الالتفات إلى الآثار السلبية المترتّبة على ذلك ومدى قدرة البلد على تحمّل مثل تلك الآثار". لا ينفي هنا أنّ "الجماعة بدأت حواراً مع حزب الله منذ مدّة حول الملفّات الخلافية التي نشأت فيما بيننا منذ سنوات، والتي أدّت إلى قطيعةٍ شبه كاملة بيننا، وهذا الحوار ما يزال مستمرّاً. إلّا أنّه لم يتطرّق إلى موضوع التحالف الانتخابي، إذ ليس من المنطقيّ أن نبحث في تحالف انتخابي فيما ما زلنا نبحث في تفكيك ملفّات أدّت إلى القطيعة الكاملة".
الموقف من الحريري
وبغضّ النظر عن اختلافه أو توافقه مع السياسات التي انتهجها الرئيس سعد الحريري سابقاً، يعتبر قرار تعليقه العمل السياسي "ليس صائباً"، خاصة أنّه "لم يتوقف عند شخص الرئيس الحريري وإنّما تعدّاه إلى التيار عموماً، ومن دون الإشارة إلى أيّ مسار بديل يؤمِّن استقرار الساحة الواسعة التي أعطته قيادتَها لسنوات طويلة". ويخلص إلى أنّه "من الطبيعي أن تتطلّع الجماعة، كما سواها من القوى السنّيّة، إلى ملء ما تستطيع من المساحة التي سيتركها غياب تيار المستقبل".
وردّاً على سؤال عن نتائج اللقاءات التشاورية التي سبق أن دعت إليها قيادة الجماعة الإسلامية مع عدد من الهيئات والشخصيات الإسلامية، شرح الأيوبي أنّ "الجماعة تولي مبدأ التشاور مع الهيئات والشخصيات الإسلامية اهتماماً كبيراً، سواءً في الشأن السياسي والانتخابي، للاتفاق على رؤية موحّدة ومرشّحين تتبنّاهم وتدعمهم هذه القوى". ويعد بإعلان "نتائج إيجابية خلال الأيام القليلة المقبلة".
التحالف مع باسيل؟
"مبدأ التحالفات مفتوح"، يجيب ردّاً على سؤال عن استعداد الجماعة الإسلامية لتكرار تجربة التحالف مع التيار الوطني الحر أو مع أيّ حزب من أحزاب السلطة القائمة: "لا نحمل تصنيفات نهائية مسبقة لأيّ فريق لبناني، وما يحكم إمكانية التحالف من عدمها هو التقييم الآني لمسار وطروحات الفريق المقترح للتحالف، إضافة إلى الآثار الإيجابية والسلبية التي قد تنجم عن التحالف. وبناء على ذلك أقول إنّنا ما زلنا في هذه المرحلة في إطار دراسة واقع القوى الفاعلة على اختلافها لمعرفة التوجّهات التي ستحكم أداءها خلال المرحلة القادمة، وتركيزنا الأساسي مُنصَبٌّ على تقوية الساحة التي سننطلق منها إلى التحالفات، أي الساحة الإسلامية". أمّا العلاقة مع القوات اللبنانية، فأوضح الأيوبي أنّها "قائمة منذ سنوات ولم تنقطع، وإن كان مستوى التعاون لم يرتقِ إلى التحالف السياسي لأسباب متعدّدة. كذلك علاقتنا مع وليد جنبلاط قديمة ومتينة وغير محصورة بمنطقة دون أخرى، وإمكانية التحالف مرهونة بالحوار".
ماذا عن الشمال؟
يرسم الأيوبي خريطة التواصل شمالاً على اعتبار أنّ شمال لبنان "يمثّل الثقل الأكبر للسنّة، وبالتالي للجماعة، وهذا يدفعنا إلى إعطاء الاهتمام المُكافِئ لهذا الثقل، أمّا التحالفات هناك فما تزال محلّ دراسة، خاصّة أنّنا نرصد التوجّهات التي ستسلكها بيئة تيار المستقبل بعد قرار التيار عدم خوض الانتخابات. أمّا بالنسبة إلى الرئيس نجيب ميقاتي فيتوقّف الأمر على قراره خوض الاستحقاق شخصيّاً".
يختم الأيوبي حديثه لـ"أساس" بالكلام عن الحصاد الذي تتوقّعه الجماعة من الانتخابات: "في الأصل نخوض الانتخابات للفوز بكلّ المقاعد التي نترشّح لها، إلا أنّنا ندرك حجم التحدّيات التي تنتظرنا، ونعمل بكلّ ما نستطيع لنكون على قدر هذه التحدّيات، وأملنا بالله أوّلاً، ثمّ بوعي ساحتنا الإسلامية عموماً، وبتماسكها وإدراكها لأهميّة المرحلة وأنّ المعركة ليست معركة الجماعة الإسلامية وأنّ الفوز أو الخسارة ليسا للجماعة وإنّما لكلّ من يحمل هذا المشروع. لذلك أتوقّع أن نحقّق مع ساحتنا حضوراً قويّاً ونتائج مُرضية".