​*الأيوبي : أزمة لبنان جزء من أزمة النظام الإقليمي وتشكيل المنطقة لن يكون سهلاً على أيّ من القوى الفاعلة*

الإثنين 8 آذار 2021

Depositphotos_3381924_original

أكّد الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الأستاذ عزّام الأيوبي، خلال محاضرة نظمها "المنتدى للدراسات والبحوث" عبر منصة "زووم" تحت عنوان " الأزمة اللبنانية بين التدويل والمؤتمر التأسيسي" أكّد على أن الأزمة التي يمرّ بها لبنان هي أزمة مركّبة يتداخل فيها العنصر السياسي والاقتصادي والبنيوي مع العوامل الداخلية والخارجية، وأنّ هذه الأزمات كانت قائمة وحاضرة  سابقاً غير أنّ هناك شيئاً أخرجها إلى العلن في هذه المرحلة وجعلها تبرز بهذا الشكل الكبير. 
الأيوبي أشار إلى أنّ حجم تأثير العامل الإقليمي والدولي في لبنان كيبر فتركيبة لبنان أعطت فرصة لهذا العامل للتأثير بالبلد، وأنّ التدويل في لبنان قائم منذ ولادة لبنان بأشكال وصور متعددة ومختلفة، وضرب أمثلة كثيرة على هذا الموضوع. كما أشار إلى أنّ القوى السياسية اللبنانية لا تستطيع أنّ تستمر بقوتها الذاتية إلاّ من خلال دعم إقليمي ودولي وهذا ما تؤكّد عليه التجارب والواقع. 
كما أشار الأيوبي إلى أنّ الحديث عن المؤتمر التأسيسي بدأ منذ بضعة سنوات، غير أنّ أيّ فريق لبناني لا يستطيع إعادة تأسيس لبنان من جديد بمفرده، مشيراً إلى أنّ المرّتين اللتين تمّ تأسيس لبنان فيهما هما في العام 1943 وفي العام 1989 وقدجاء كلا التأسيسين برضا وتوافق دولي وإقليمي. كما لفت إلى أنّ لبنان المحكوم اليوم بموجب تسوية الدوحة في العام 2008 هي تسوية مرحلية ولكنها عبارة عن توافق إقليمي ودولي.
ورأى الأيوبي أنّ ما يمرّ به لبنان حالياً عليه كونترول من قوى دولية وهو ما لا يسمح حالياً بالانزلاق إلى الحرب. كما رأى أنّ أزمة لبنان حالياً هي جزء من أزمة المنطقة والنظام العام الإقليمي، غير أنّ هذا النظام الإقليمي بدأ يعيش أزمة بنيوية، وهو يمرّ الآن برمحلة صعبة تجري فيها المحاولات لإعادة صياعة وتشكيل المنطقة ولكن ذلك لن يكون سهلاً على أيّ من القوى الإقليمية أو الدولية بمن فيها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.