الأمين العام للجماعة الإسلامية عزّام الأيّوبي لـ إذاعة الفجر:

الخميس 3 كانون الأول 2020

Depositphotos_3381924_original

سياسة أميركا في المنطقة لا تتغيّر بتغيّر الرؤساء إنما تتغيّر الوسائل
الممارسة الأمريكية لم تختلف تجاه الإسلاميين بين إدارتي أوباما وترمب
استبعد حصول حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ولكن ذلك لا يلغي فكرة الضربات المحدودة
الإمارات تعادي الإخوان كجزء من المنظومة الإسرائيلية ولأن الإخوان يشكلون خطراً على كيان الاحتلال الاسرائيلي
نتقاطع مع تركيا وقطر وغيرهما بكثير من القضايا والملفات ولكن ذلك لا يعني وجود منظومة واحدة

رأى الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الأستاذ عزّام الأيوبي في حديث لـ"إذاعة الفجر" ضمن برنامج "عين على الإقليم"، أنّ لدي أميركا أهدافا سياسية لا تتغير بتغيّر الرؤساء في البيت الأبيض، إنما التغيير يكمن في الوسائل فقط، وطريقة التعاطي مع الآخرين، وأضاف إنّه قد يكون هناك بعض المتغيّرات في السياسة الأمريكية الجديدة بعد الانتخايات والتي قد يستفيد منها الاسلاميون وعلى سبيل مثال ذلك كبح جماح بعض الأنظمة في المنطقة، مضيفاً أنّ الممارسة الأمريكية المباشرة مع ما يُسمّى الاسلام السياسي لم تختلف كثيراً بين إدراتي باراك أوباما ودونالد ترامب. وحول الحوار في دول الغرب مع الحكومات والمؤسسات الغربية أكّد الأيوبي على أنّ الإسلاميين باتوا جزءاً من المكوّنات الأساسية في المجتمعات الأوروبية والأمريكية وبعضهم وصل إلى مواقع مهمّة في تلك المجتمعات، وهم يؤدون دوراً انطلاقا من فكرتهم، ويقومون بحوار دفاعاً عن فكرهم ورؤيتهم مع التأكيد على اندماجهم في مجتمعاتهم. أما بخصوص الحوار بين قيادات العمل الإسلامي في خارج الدول الأوروبية والأمريكية مع تلك الحكومات أو المؤسسات فاعتبر الأيوبي أنّها هي قليلة إلى حد ما، ولعلّ أبرزها ما قام به الشيخ راشد الغنوشي قبل بضع سنوات، وهذا الحوار محكوم من الناحية الأمريكية بثوابت المشروع الأمريكي للمنطقة حيث هناك ميزان آخر والذي يأخذ بالاعتبار دعم الكيان الإسرائيلي كأولوية وبالتالي هذا ما يوجد مشكلة أمام أي حوار جدي وحقيقي.

على صعيد آخر، استبعد الأيوبي حدوث حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ولكنّه أشار إلى إمكانية اللجوء إلى ضربات محدودة بناء لرغبة ترمب وشخصيته ولوعود قطعها تجاه البعض، إضافة إلى رغبة الكيان الصهويني وبعض الأنظمة في المنطقة بذلك، واعتبر الأيوبي أنّ أميركا ترغب بالوصول إلى اتفاق جديد مع إيران، إلاّ أنّ المشكلة تكمن في السقف الذي يطمح إليه كل طرف، مشيراً إلى أنّ إيران تتعامل بواقعية سياسية واحترافية عالية، وهي تدرك أنّ الدخول مع أميركا بحرب تعني خسارة فادحة، ولذلك تعرف متى وكيف تتعامل مع الأحداث، وهي تريد أن تصل مع أميركا إلى تفاهم وفق شروطها.

وحول موقف الإمارات من جماعة الإخوان المسلمين قال الأيوبي " ليس هناك من مبرر منطقي أو عقلي لعداء الإمارات العربية المتحدة  ولعملها لإلغاء الاخوان، وهي حرب من طرف واحد"، مشيراً إلى أنّ الحديث عن الانقلاب على الدولة في الإمارات كذبة لم تنطل على أحد، واستطرد الأيوبي قائلاً " أنا برأي هناك قرار شخصي ممن يدير الإمارات بتحالف مع المنظومة الإسرائيلية للقضاء على الإخوان المسلمين لأنهم يمثلون خطراً حقيقياً على الكيان الإسرائيلي"، مؤكدّاً أن جماعة الإخوان لا تمتلك ثقافة صناعة الحروب ضد أحد وخاصة ضمن المجتمع الواحد.
 
واعتبر الأيوبي أنّ من يروّج لعلاقة بين الإسلاميين وتركيا في لبنان أو في غيره هو يعبّر عن خوفه وخشيته، ويحاول أن يبث الخوف في المحيط وهي جزء من الحرب الاستباقية، وقال "نحن نتقاطع مع تركيا أو قطر أو غيرهما في بعض المسائل ولكن ذلك لا يعني تلقي أي دعم أو أن هناك منظومة قائمة. وأضاف : أظن أن تركيا اليوم تريد أن تحافظ على علاقة طيبة مع الجميع في لبنان من خلال العمل الانساني، لأنها لا تريد أن تزيد من أي استفزاز"، كاشفاً أنّ إغلاق الأبواب بوجه دخول تركيا للمساعدة في لبنان هو قرار سياسي يشترك فيه بعض الداخل مع بعض الدول الإقليمية العربية.

وعلى الصعيد الحكومي اعتبر الأيوبي أنّ رئيس الجمهورية لديه معايير تختلف من مرحلة إلى أخرى وهو يريد أن يكرس وقائع على الأرض برأيه أنها تعيد صلاحيات رئاسة الجمهورية في مقابل أداء ضعيف في رئاسة الحكومة بحيث أن الرئيس المكلف يريد أن يستمد قوته من غير بيئته.