الحوت لـ"إذاعة الفجر": مسار تشكيل الحكومة دخل في نفق تجاذبات المصالح المحلية والتوازنات الإقليمية والدولية ولن يرى النور قريباً

الإثنين 16 تشرين الثاني 2020

Depositphotos_3381924_original

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ زيارة المبعوث الفرنسي باتريك دوريل جاءت في محاولة لتقييم فرص استمرار المبادرة الفرنسية وجدية القوى السياسية اللبنانية في معالجة الأزمة والواقع الإقتصادي المتردي، لكنّه اكتشف غياب هذه الجدية وتقدّم المصالح الذاتية لهذه القوى على المصلحة العامة.

وأشار الحوت إلى أنّ تشكيل الحكومة دخل في نفق تجاذبات المصالح المحلية والتوازنات الإقليمية والدولية، فهناك الضغوط الأمريكية في ظل فترة فقدان التوازن الأمريكي في إطار الصراع على نتائح الإنتخابات من جهة، وهناك رغبة حزب الله بتشكيل حكومة تكون له اليد العليا فيها أو تأجيل تشكيلها حتى تتضح الصورة في المنطقة من جهة أخرى، إضافة إلى أنّ هناك من يرى في تشكيل الحكومة فرصة في تعويم نفسه سياسياً، مرجحاً أنّ مسار تشكيل الحكومة لن يرى النور قريباً.

وعن موقف الجماعة من الأحداث والتطورات، قال الحوت إنّ الجماعة تعمل على ثلاثة مسارات محدّدة، الأول هو مسار التخفيف من حدة الأزمة المعيشية على المواطن من خلال شبكة المؤسسات الإجتماعية التي تمتلكها والمنتشرة في كامل الساحة اللبنانية، والمسار الثاني يتمثل بالواجب الوطني الذي تقوم به الجماعة من خلال التأكيد على ضرورة استمرار الحراك الشعبي خارج الأطر الطائفية والمناطقية للضغط من أجل التقدّم على طريق الإصلاح، وعلى ضرورة سلوك المسار الدستوري في التغيير من خلال الدعوة إلى تشكيل حكومة مصغّرة من اختصاصيين تعمل على تنظيم انتخابات نيابية جديدة، وعلى بناء دولة المواطنة والمؤسسات التي تقوم على النزاهة ومحاربة الفساد على العدالة والمساواة والكفاءة، أما المسار الثالث الذي تعمل عليه الجماعة فيتمثل بالمحافظة على صورة لبنان وانتمائه من خلال التاكيد على الإنتماء العربي للبنان وعلى العداء الثابت للكيان الصهيوني ورفض مشاريع التطبيع وعلى دعم القضية الفلسطيينة وحق العودة، بالإضافة إلى الدعوة لتجنيب لبنان انعكاسات التجاذبات الإقليمية والدولية، مؤكّداً أنّ الجماعة تعمل بهدوء وصمت على هذه المسارات، ولكنّها أيضاً تتحاور حولها مع الجميع وتسعى للتعاون مع كل من يسير بنفس الطروحات والأهداف.