معالي الوزير المشنوق كلامك صادمٌ ومسيء

الأربعاء 4 تشرين الثاني 2020

Depositphotos_3381924_original

علي أبو ياسين *
ونحن نتابع وزير الداخلية السابق والنائب عن العاصمة بيروت الأستاذ نهاد المشنوق، في برنامج صار الوقت مع الإعلامي مرسال غانم، فاجأنا بكلامٍ صادم، ومجحف بل ومسيء، لم نكن نتوقعه من معاليه.
صادم، لأننا كنّا ننظر إلى معاليه ركناً من أركان لمّ الشمل في الساحة السنية اللبنانية، وخط دفاع في مواجهة كل محاولات الاختراق والشرذمة والتفتيت، نعم صادم حينما تكلم معاليه (رئيس الاستخبارات كان رايح جايي على الشام وكان يمر لعندي) تصريحاً منه أنه كان على اطلاع ومعرفة بالتنسيق الأمني رفيع المستوى مع النظام السوري في محاربة التطرف ،وهنا يحق لنا أن نسأل، هل كل الشعب السوري الذي ثار على قاتله متطرف؟ وهل من قتلهم النظام السوري أو أعوانه كلّهم من المتطرفين؟ وأخص بالذكر من قتلهم في لبنان وفي طليعتهم المرحوم الشهيد وسام الحسن؟! نعم صادم حينما صرّح من فمه أنه كان يتآمر على الثورة السورية وداعميها!
مجحف جداً: حين قال عن محاربة الإخوان الذين وقفوا الى جنبه في غير مناسبة أنه عملٌ "رائد ومؤسس وعظيم"!
مسيء: حينما وصف الإخوان بأنهم مرض داخل المذهب، وقال أن هذا المرض أخطر من مرض يأتي من أي مذهب آخر، ونعتهم بالتطرف! نحن على يقين أنه يعرف تماماً أن الاخوان هم حركة وسطية، غلّبت السلمية في الكثير من المواجهات التي فرضت عليها، أبت أن تسيل الدماء بين الأشقاء لأنها تعرف يقيناً أن هذا هو مخطط العدو، وانحازت دوماً إلى القانون، وكانت تحت سقف الدستور كباقي المواطنين في أي بلد، فالإخوان كما قال مؤسس الاخوان الأستاذ الشهيد حسن البنا:(دعوة سلفية، وطريقة سُنية، وحقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية)، فأين التطرف في هذا؟!
معالي الوزير الإخوان ليسوا مرضاً، هم جهاز المناعة، بل هم روح هذه الأمة، ومن أراد محاربتهم فقد أراد قتلها والقضاء عليها.
نعم الإخوان يشكلون حائط صد لكل محاولات الانبطاح والتطبيع مع العدو الصهيوني، فهم مشروع مستدام لنهوض الأمة وريادتها، وعماد المقاومة وبيئتها الضامنة، وذروة سنام التحرير، وهم دعاة للعدالة والحرية، ورعاة للتنمية والبناء، الإخوان مسلمون كباقي المسلمين يعملون لدنياهم كأنهم يعيشون أبداً ويعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غدا....
معالي الوزير من أراد مصلحة الامة عليه أن يعمل على وأد كل أشكال الخلاف والشقاق، ووقف كل الحروب العبثية، ونبذ كل أشكال الفتنة والفرقة، ولمّ الشمل، وتوحيد الجهود، ومراكمة الإمكانات، وتفويت الفرصة على المتربصين، الذين حوّلوا دولنا الى دول فاشلة بل كيانات محكومة، اقتصادها منهار وثرواتها منهوبة، وجيوشها بحاجة الى مليشيات لتحميها وأمنها بيد أعدائها، شبابها هائمون نازحون تتناهشهم الذئاب في حروب المحاور والزواريب أو يموتون غرقاً في البحار!
أما في لبنان، وفي ظل هذه الظروف السياسية القاتمة والاقتصادية المنهارة والأمنية المتوترة والصحية المخيفة، ستبقى الجماعة الإسلامية وكل مؤسساتها تقوم برفع ركام الكوارث السياسية والاقتصادية الاجتماعية التي تسبب بها الفاسدون في السلطة، ستبقى الى جانب الناس تكفل أيتامهم، تغيث محتاجيهم، تعلّم أبناءهم، تسعف وتعالج مرضاهم، وتقف الى جاب المظلومين في السجون.
ستبقى الجماعة منفتحةً ومتعاونةً مع كافة شرائح المجتمع اللبناني، حمايةً للوطن من التقسيم، ومحافظةً على عيشه الواحد على قاعدة العدل والتوازن بين كل مكوناته، وبقائه وطناً صامداً في مواجهة العدو الصهيوني.
سهم الاخوان انطلق من كنانته وسيصيب العدو في مقتلٍ رغم عتوّ الرياح وما ذلك على الله بعزيز.

* عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان
http://al-aman.com/portal/ar-LB/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A/4/c/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%86%D9%88%D9%82-%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%83-%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%85-%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%A1/10846/