الحوت لـ إذاعة الفجر: التحدي الحقيقي ليس بالتكليف وإنما بتشكيل حكومة اختصاص مصغرة تنفذ الإصلاحات.

الإثنين 19 تشرين الأول 2020

قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية النائب السابق الدكتور عماد الحوت بحديث لإذاعة "الفجر" أن "الحراك الشعبي نجح بإسقاط حكومتين، حكومة الرئيس سعد الحريري وحكومة الرئيس حسان دياب، واستطاع أن يفرض أجندته على الخطاب السياسي عبر فرض الحديث عن محاربة الفساد وتنفيذ الإصلاحات وتحقيق إستقلالية القضاء، لكنه بالمقابل فشل بمواصلة الضغط على الطبقة السياسية الحاكمة لتقديم التنازلات المطلوبة بسبب تفشي جائحة كورونا، وتفاقم الأزمة الإقتصادية والمعيشية، وقدرة الأحزاب على اختراق الحراك وتشويه صورته أحياناً وافتعال أحداث عنف بداخله أحياناً أخرى، واليوم الكرة من جديد في ملعب الناس لتقرر استمرار الحراك أو لا خاصةً وأن أداء الطبقة السياسية ومحاصصتها لم تتغير.

وأضاف الحوت أن "الرئيس الحريري قدّم نفسه كمرشح طبيعي لتشكيل الحكومة كونه رئيس أكبر كتلة نيابية سنيّة بمجلس النواب، ولاستشعاره الحاجة لوجود حكومة بالبلد هو قادر على تشكيلها، ولاعتباره أن تكليفه يشكل له فرصة لاستعادة حضوره السياسي بعد استقالته من الحكومة. المشكلة أن حجم المفاوضات التي جرت لتأمين التكليف حوّل الاستحقاق من أولوية تشكيل حكومة مهمة بالمواصفات التي جاءت بالمبادرة الفرنسية الى أولوية التكليف مما يعيدنا الى مربع المحاصصة السياسية التي انتفض في وجهها الناس.

واوضح الحوت أن التحدي الحقيقي أمام الرئيس المكلف هو بالقدرة على تشكيل حكومة اختصاص مصغرة تنفّذ الإصلاحات وتعمل على إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وغير ذلك سيفتح الباب مجدداً أمام الممارسات السابقة من محاصصة وسيطرة الأطراف السياسية على الحكومة ومنعها من إجراء الإصلاحات ومحاربة الفساد الذي هم مسؤولون عنه، مما يصعّب إمكانية حصول لبنان على مساعدات مالية دولية.