توضيح دأبت بعض الأقلام والمواقع الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة على تناول مواقف الجماعة الإسلامية من الأحداث والتطوّرات التي يشهدها لبنان والمنطقة
الخميس 28 آذار 2024
دأبت بعض الأقلام والمواقع الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة على تناول مواقف الجماعة الإسلامية من الأحداث والتطوّرات التي يشهدها لبنان والمنطقة، وكان من بين هذه الأقلام من قدّم النصح وهو محل تقدير، ومن قدّم النقد وهو محل احترام. غير أنّ من بين هذه الأقلام والمواقع من حاول تشويه الحقائق أو حرفها عن مسارها الطبيعي بهدف خديعة الرأي العام وتضليله لغايات ما زلنا نبحث عن الهدف منها؛ أو إثارته على الجماعة التي اتصفت على مدى عقود من عملها السياسي والعام بالحكمة، وعدم التهوّر، والحرص على مصلحة الوطن، والعمل الحثيث على وأد أيّة فتنة في مهدها، ومدّ جسور التلاقي والحوار مع كافة مكوّنات الوطن من دون هواجس أو خلفيات مسبقة، فضلاً عن عملها الدؤوب لجمع كلمة المسلمين في لبنان ولو على حسابها، وقد قادت أو شاركت في مبادرات كثيرة وعديدة وعلى مدى سنوات بهذا الاتجاه من أجل النهوض بالواقع الإسلامي في البلد كضمانة للاستقرار ولقيام دولة المؤسسات. ربما غاظ البعض من أصحاب تلك الأقلام أن تبادر الجماعة إلى القيام بمسؤوليتها وواجبها في الدفاع عن لبنان كغيرها، واعتبر أن هذا الواجب هو مسؤولية الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية، والجماعة لا تُنكر ذلك ولا تتنكّر له، بل هي من أوائل المنادين به والداعين إليه، وأداؤها لواجبها في هذا المضمار يتكامل مع مسؤولية الدولة ولا يتنافى معه. وإذا كان القيام بالواجب والمسؤولية يندرج في سياق المغامرة فهل المطلوب الإذعان والتسليم للشروط الإسرائيلية التي يحملها أغلب الموفودين الدوليين الذين يزورون بيروت؟ وهل يدرك أصحاب هذه الأقلام والمواقع حقيقة مصلحة لبنان؟! وهل وصلتْهم نوايا العدو الإسرائيلي عندما كشف عن أطماعه وخرائطه التي ينوي فيها ضمّ أجزاء من المنطقة إلى كيانه بعد الانتهاء من تصفية القضية الفلسطينية؟ ألم يكتشفوا بعد تلك النوايا التي تريد أن ترحّل الشعب الفلسطيني إلى مصر والأردن ولبنان وكل أصقاع الدنيا؟! وأين مصلحة لبنان أمام كلّ ذلك؟! ثمّ إنّ الجماعة كانت سبّاقة إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي منذ أن وطئت أقدامه أرض لبنان في العام 1982، ومن ثمّ وبعد اندحاره عن الأراضي اللبنانية انصرفت الجماعة لمعالجة الهموم الداخلية من خلال رؤية وطنية متكاملة تأخذ بالاعتبار المصلحة الوطنية لكلّ المواطنين دون استثناء أو تفرقة؛ غير أنّ نتائج هذه المواجهة المفتوحة حالياً بعد معركة "طوفان الأقصى" يعرف الجميع أنّها مختلفة عن كل السابق، وأنّها ستطال بنتائجها المنطقة كلّها، فإمّا أن تقع هذه المنطقة تحت السطوة الإسرائيلية بشكل كامل، وإمّا أن تقرّر مصيرها فتتحرّر شعوبها من تلك السطوة، فهل يريد البعض للبنان وللبنانيين وللعرب أن يخضعوا للسطوة الإسرائيلية بكل سهولة ويسر؟ وأين يمكن أن نصنّف هذا الشيء؟ وأمّا من يجهل طبيعة عمل الجماعة القائم على المؤسسية فنعذره بجهله إذا كان جاهلاً فعلاً ونحن على استعداد لحواره ولنبيّن له حتى لا تختلط لديه الأمور. أمّا من يطلق الكلام من دون مسؤولية ويرمي الاتهامات جزافاً معرّضاً حياة آخرين للأخطار في ظل عدوان إسرائيلي يبحث عن نصر موهوم، فهؤلاء يتحمّلون مسؤولية ما يدلون به أمام الله والقضاء لأنّهم يقدّمون خدمات مجانية سواء كانوا يدركون ذلك أو لا يدركون. يبقى أنّ الجماعة ماضية فيما بدأته إن لناحية دورها وواجبها في دفع العدوان الإسرائيلي بما تملكه من قدرات وإمكانيات. وإن لناحية الدفاع عن الشراكة الوطنية بكل أبعادها انطلاقاً من قناعتها بالانفتاح على كلّ المكوّنات والحوار والعمل معاً من أجل قيام دولة المؤسسات التي تحفظ لبنان وتحفظ تنوّعه وتحفظ كرامة الإنسان فيه. بيروت في 28/3/2024 المكتب الإعلامي الجماعة الإسلامية