كتب نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت

الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023

Depositphotos_3381924_original

دأبت بعض وسائل الإعلام خلال الأسبوعين الأخيرين، على الترويج لمجموعة من الشائعات والتحليلات غير الموضوعية أو الموجّهة، بما يؤشر لوجود منظومة تريد أن ترسم صورة مغلوطة عن الجماعة وأن تدفعها لردة فعل غير مدروسة أو حكيمة في مرحلة دقيقة وحساسة على مستوى الوطن، من خلال الضغط المعنوي وبث الشائعات.

وشعوراً بالمسؤولية تجاه الرأي العام ، أكتب هذه النقاط تبياناً للواقع وإظهاراً للصورة الحقيقية:

1️ إن نشر ثلاثة مواد إعلامية مغلوطة أو غير دقيقة خلال أسبوعين هو مؤشّر على حضور الجماعة الفاعل شعبياً وسياسياً، وأن هذا الحضور بات يزعج البعض لدرجة محاولة التشويش عليه.

2️ الإنتخابات الداخلية للجماعة جرت في الوقت والآليات المحددة في نظامها الداخلي، ووجود تعدد في التحليل والخيارات لا يعيب الجماعة، بل على العكس، يعكس مناخ صحي وتنوع في الرأي ينتج نضوجاً في الموقف ما دام الجميع يحتكم للمؤسسات التنظيمية في اتخاذ القرار.

3️ الجماعة تفتخر أنها كانت من أوائل من أطلق المقاومة في وجه العدو الصهيوني أثناء احتلال عام ١٩٨٢ وطيلة فترة الاحتلال بعد ذلك، وهي تفتخر أيضاً أنها أبقت مقاومتها مستقلة عن أي محور ولم تستخدم سلاحها لغايات سياسية داخلية أو خدمةً لمحاور خارجية، كما إنها تفخر بأنها أول من طرح فكرة الاستراتيجية الدفاعية للدولة اللبنانية في العام ٢٠٠٦ على لسان أمينها العام المستشار القاضي فيصل مولوي رحمه الله.

4️ الجماعة تعتبر نفسها قوة سياسية لبنانية، وهي ممثّلة في المجلس النيابي وفي مجالس البلديات والنقابات المختلفة، وهي أعلنت رؤيتها للبنان، الدولة المدنية التي تحترم قيم الأديان، في العام ٢٠١٧ من خلال "رؤية وطن" والتي ارتكزت على العناوين التالية:

    استكمال تطبيق الطائف والهوية العربية للبنان.

   * الغاء الطائفية السياسية وبناء الهوية الوطنية، وقد دعت الجماعة في برنامجها السياسي الى ذلك منذ العام ١٩٧٢.

   * محاربة الفساد وإصلاح إدارات الدولة لتكون حيادية في خدماتها بعيداً عن المحاصصة والزبائنية للزعيم.

   * تعزيز الإقتصاد الإنتاجي ليتوازن مع الإقتصاد الريعي ولتأمين الإستقرار المالي والمعيشي.

   * حماية الأسرة والقيم المجتمعية.

    * إيجاد استراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية قائمة على استمرارية الصراع مع العدو الصهيوني بوجوه وأدوات مختلفة، وتعزيز قدرات الجيش وتأمين حالة توازن الرعب مع هذا العدو.

5️ ترى الجماعة أن التواصل بين القوى السياسية اللبنانية، رغم اختلاف المواقف ووجهات النظر، أمر ضروري للمساهمة في الخروج من الأزمة، وأن حزب الله قوة سياسية لبنانية تمثّل شريحة من اللبنانيين كغيره من القوى السياسية ليس من المناسب تجاهلها، والجماعة تتعامل معه كما تتعامل مع غيره من القوى السياسية، من منطلق الإختلاف في عناوين والإتفاق في عناوين، ولا يضيرها التواصل معه، كما مع غيره من الأحزاب والقوى، ما دام هذا التواصل لا يهدف الى تثبيت منظومات الفساد أو عقد التسويات والتنازلات، وإنما لتثبيت "مشروع بناء الدولة" والسعي لانخراط الجميع فيه وصولاً لتأمين حقوق المواطنين.

6️ ترى الجماعة أن من واجبها، كما من واجب جميع القوى الحية، دعم القضية الفلسطينية وجهاد الشعب الفلسطيني في سبيل تحرير أرضه، دون أن يعني ذلك انخراط الجماعة في محاور شرقية أو غربية قد لا تكون في مصلحة لبنان، الذي هو أحوج ما يكون في هذه المرحلة، لتحييد نفسه عن الصراعات الإقليمية - الدولية كي لا يبقى صندوق بريد في إطار هذه الصراعات.

7️ فيما يتعلّق بالعلاقة مع النظام السوري، فالجماعة لا تزال على موقفها من الأزمة السورية وعدم التدخل فيها، وهي ترتضي في هذا الملف ما يرتضيه الشعب السوري لنفسه من موقف وقرار.

هذه بعض النقاط التي رغبت أن أتشارك فيها معكم حتى تكون صورة الجماعة واضحة لديه بعيداً عن الشائعات والتحليلات المغرضة التي تستهدف تشويه هذه الصورة.

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=684013610076051&id=100054022530819&mibextid=Nif5oz