تصاعد الأزمات
الإثنين 6 أيار 2019
السمة العامة التي تطبع هذه المرحلة التي نمر بها حالياً على مستوى الوضع الداخلي في لبنان، أو على مستوى المحيط الاقليمي هي تصاعد الازمات.
على مستوى داخلنا اللبناني المتخم بالازمات الكثيرة , نعاني في هذه المرحلة من أزمة جديدة تكاد تكون الأهم والاخطر من كل الأزمات التي مضت , وهي أزمة إعداد الموازنة العامة للعام 2019 حيث تعاني الدورة الاقتصادية من أزمة حادة جعلت البلد بحاجة الى سيولة عمل على تأمينها من الخاج عبر المؤتمرات التي عقدت خلال السنوات الماضية، والتي اشترطت إصلاحات معينة في الادارة وعلى مستوى القوانين قبل دفع أي قرش، وذلك من اجل خفض العجز الذي يحتاج بدوره الى خفض الانفاق أو زيادة الايرادات. وحيث أن زيادة الايرادات أمراً ليس سهلاً، فقد اتجهت الجهود نحو العمل من اجل خفض الانفاق، وهنا اتجه الجهد نحو الرواتب والتقديمات والحقوق، وهو ما أشعل القطاع العام اللبناني وحرّكه رفضاً لأي مس بتلك الحقوق والمكتسبات، وهذا بدوره جعل السلطة السياسية تعيش حالة من الأزمة الحقيقية، فهي غير قادرة على وقف مزاريب الهدر والفساد المستشري، كما انها باتت عاجزة عن خفض النفقات من رواتب الموظفين، وبالتالي بات البلد امام أزمة حقيقية تنذر بانهيار اقتصادي حقيقي قد ينذر بانهيار البلد بشكل كامل، وهنا تكون الأزمة قد بلغت في تصاعدها مديات لم تكن قد بلغتها من قبل.
على المستوى الاقليمي هناك تصاعد للأزمات في أكثر من مكان ومحطة. في فلسطين المحتلة تصاعدت الأزمة خلال اليومين الأخيرين بين الكيان الصهيوني الذي شن عدواناً جديداً على قطاع غزة، وبين فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع التي ردّت على العدوان بقصف صاروخي طال عدداً من المواقع العسكرية الاسرائيلية ومحيطها، وقد أنذر ذلك بخروج الأمور عن نطاق السيطرة والانزلاق الى مواجهة مفتوحة في المنطقة.
في سوريا تصاعدت الأزمة في ضوء عودة الغارات الجوية الروسية والسورية الى مناطق في شمال سورية وفي إدلب وقد أدى ذلك الى سقوط عدد من الضحايا فضلاً عن عمليات التهجير والتدمير.
في ليبيا تصاعدت الأزمة بعد الهجوم الذي شنّه اللواء المتقاعد خليفة حفتر مدعوماً من بعض دول المنطقة للسيطرة على العاصمة طرابلس , وحسم المعركة والقرار لصالحه وصالح تلك الدول التي دعمت الثورات المضادة.
وفي مسألة الصراع بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية تصاعدت الأزمة في ضوء العقوبات الأمريكية الجديدة على ايران، ومنها حرمانها من تصدير النفط، وقد هددت باغلاق مضيق هرمز في الخليج مع ما يعنيه ذلك من إنذار جدي باندلاع كمواجهات مفتوحة في المنطقة.
خلاصة القول إن تصاعد هذه الأزمات في المنطقة يعكس حجم الازمات التي تعيشها الأطراف المعنية , والتي تؤكد أن أياً من هذه الأطراف لم يحسم هذا الصراع الدائر لصالحه بعد.
المكتب الإعلامي المركزي