الأمين العام للجماعة الاسلامية عزام الأيوبي : مشكلتنا مع ناس ليست منا، لا تعيش أوجاعنا ولا حياتنا
الخميس 7 نيسان 2022
في لقاء شعبي حاشد جمعه مع محبي وانصار الجماعة الاسلامية في طرابلس القى أمين عام الجماعة الاسلامية الاستاذ عزام الأيوبي كلمة خلال اطلاق لائحة "التغيير الحقيقي" في دائرة الشمال الثانية ووما جاء فيها:
في ظل هذا الشهر الكريم الذي كيف ما دارت الامور يبقى رمضان كريما لأنه شهر من عند الله .
وأضاف : من الآخر، مشكلتنا ليست أن نغير من نائب الى نائب، اذا تغيرت الوجوه لن يتغير الواقع الذي نعيشه، مشكلتنا مع "ناس ليست منا، لا تعيش أوجاعنا ولا حياتنا.، ولا هي متأثرة إذا تعبنا أو ارتحنا".
مشكلتنا ان هذا البلد تركيبته تركيبتة طائفية. زعماؤنا على مدى سنوات طويلة الوحيدون الذين لا يريدون للطائفة السنية أن تتحدث عن حقوق الطائفة السنية ، بينما الآخرون يتحدثون بحقوق طوائفهم..، ونحن "لأ وقفنا العد ومناصفة وعيش مشترك"، علماً أن مدينة طرابلس تحديداً تعلّم الكرة الأرضية العيش المشترك.
كثر الذين عاشوا أيام الحرب، الحرب التي قامت على أساس طائفي، مدينة طرابلس تكاد تكون المدينة الوحيدة في لبنان التي بقي فيها كل المكوّنات الطائفية، لم تهدم فيها كنيسة واحدة ، بينما مساجد المسلمين حدّث ولا حرج. إذا نحن مشكلتنا بالناس الذين تزعموا وحكموا باسمنا.
مشكلتنا أننا نحتاج الى من يتكلم باسمنا تماماً بمعنى يعيش بينننا ويعرف مشاكلنا، و يوم الانتخاب نعرفه وبعدها لانعرفه ولا يعرفنا. يفترض من يتحدث باسم الناس أن يكون معهم.
بعد كل هذه المصائب "الباص ماشي والذين كانوا يقودوا نزلوا منه وتركوه، والناس ضائعة، إذا نظرنا إلى المشهد واحد يقول إلى قاع جهنم، وأنا أقول الواقع أسوأ من الذي قاله ذاك الرجل".
هذا البلد يكاد يكون آخر تجمّع سنّي كبير في الشرق الأوسط. بعد عشر سنوات من الحروب ما بقيت منطقة سنية على حالها إلا في شمال لبنان. كل المدن السنية دمّرت وأهلها هجّروا منها بأشكال وألوان مختلفة. هذه المنطقة هي الأخيرة، "وين حمص، وين حماه وين حلب وين الموصل وين بغداد" كلّهاصبح في خبر كان. وبالتالي يراد لهذه المنطقة أن يكون مصيرها مثل مصير باقي المناطق السابقة. ولذلك شاهدنا خلال الفترة الأخيرة فوضى مصطنعة، "لمّا بدن الأمن بيستتب، ولمّا بدن الأمن بيفلت". الحل برأيي ، بنيابة أو بغير نيابة أن يكون الناس "عارفين شو حقيقة تكوينهم وشو حقيقة مشاكلهم ويجتمعوا على قلب رجل واحد". ولا بد أن نعرف "حالنا وين بدنا نروح". هذه المنطقة على مدى أربعين سنة ويمكن من السبعينات من أول الحرب اللبنانية، طرابلس كانت قلب المسلمين السنة في لبنان. الناس فيها بدون تعليم، بدون وظائف، بدون انتماء للوطن، يعني لا نعرف الوطن عندهم إلا من خلال الدوريات ومحاضر الضبط، أما الدولة التي يفترض أن تؤمن للناس احتياجاتهم من ناحية العمل والسكن والتعليم والطبابة، هذه الدولة كلها لا تعرفه طرابلس والشمال. نحن كأهل طرابلس نتحمل جزأ من المسؤولية لأننا اعطينا قررانا في يوم من الأيام للأخرين، هذا الأمر جعلنا نصل الى ما وصلنا إليه اليوم. حاولوا أن يجعلوا الساحة السنية ساحة فارغة. اليوم عندنا انتخابات في15 أيار كل الطوائف الأخرى تخوض المعركة بقيادات الصف الأول، وليس لهم أية مشكلة، بالعكس هم ذاهبين الى الصقور أكثر، الطائفة السنية هي الطائفة الوحيدة التي فرض عليها أن تكون فارغة ثم حاولوا أن يأتوا برؤوس جديدة تقود هذه الساحة ليخوضوا حروب الآخرين بنا. وللأسف هناك من يريد ان يقودها على طريقة حتى "نعيش عيشة حلوة لازم نصير سبور ونوقّف عداءنا للكيان الإسرائيلي، نترك بناتنا يمشو بالطرقات على طريقتهم، يصبح الشذوذ والسحاق مقنن، يعني ضرب لكل منظومة الأخلاق وكل قيم الدين وبالتالي إذا بقيت هذه المنطقة غير مدمرة تبقى مدمرة أخلاقياً". الأمر بإيدنا نحن نسمح له أن يمر أولا نسمح له بذلك. ولذلك نحن في الجماعة الاسلامية لم نكن ننافس أحد، كنا نعمل داخل مؤسساتنا، نطبب هنا، ونعلم هناك، ونقدم ما يمكننا هنا وهناك. لكن في ظرف مثل اليوم، كما في العام 1985 عندما تعرضت البلد لمحاولة اجتياح وجدنا انفسنا مضطرين ان نكون بالمقدمة ، واليوم نجد انفسنا مضطرين ان نكون بالمقدمة دفاعا عن ديننا ومدينتنا ومصالح اهلنا، ولكن المهم أن نكون مع بعض، لأن النائب إذا كان وراءه رجال وشعب يعرف ما يريد "يخلع باب مجلس النواب وباب مجلس الوزراء" ويأتي بحقوق الناس رغما عنهم. أمّا إذا كان يريد ان يكون مجرد نائب يضع نمرة زرقاء ليقول بعد ذلك افسحوا لي الطريق فهذا لا يقرب ولا يؤخّر وهذا لا نريده. يمكننا أن نغيّر وإذا كنا مقتعنين علينا أن نعرف أن مشوارنا طويل نعيش مع بعض نجوع مع بعض ونبني بلدنا مع بعض.
وختاما توجه الى الحضور بالقول: النبي محمد صل الله عليه وسلم حوصر وأهل بيته والمسلمين في شعاب مكة ثلاث سنين ، وحاولوا أن يمنعوه من قول كلمة الحق ، وبعد ذلك نصره الله تعالى ورفع راية الاسلام ليس في مكة فقط بل في الجزيرة العربية وفي بلاد الفرس والروم ، وبعد أقل من40 سنة بنى دولة اسلامية فيها عدل وحق وعاشت الناس عاشت في راية الحق ، وهذا ما نريده، ولا نريد أن نفتري على أحد ولا أن يفتري أحدا علينا، حتى يعيش أولادنا بأمن وسلام ولا يموتوا بقوارب الهجرة في البحر بحثا عن لقمة العيش.