"الجماعة" لمن يهمه الأمر: خيارات تحالفاتنا مفتوحة نؤيّد النسبية ولا نقبل بمقعد واحد
الجمعة 20 كانون الثاني 2017
رضوان عقيل - النهار
أطلقت "الجماعة الاسلامية" ورشة داخلية استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة والعمل على لوائح الشطب في أماكن انتشارها، ولا سيما في عمق خزانها الشعبي في الشمال، وصولا الى بيروت وصيدا والبقاع الغربي. وتعتبر قواعدها أنها مغبونة في الخريطة النيابية وغير ممثلة بحجمها الطبيعي في الندوة البرلمانية، وهي لم تقصر في الانتخابات الاخيرة في دعم "تيار المستقبل" ومساندته في أكثر من دائرة. وترى أن الستين يبخسها حقها في التمثيل. ولسان حال قواعدها الانتخابية انه من الظلم القبول بتمثيلها بنائب واحد من 128. ولا تخفي ملاحظاتها على مصادرة القوة الاكبر في كل طائفة المقاعد المخصصة لها، ولا يمنع هذا الامر من قول كوادرها في الحلقات الحزبية الداخلية ان "تيار المستقبل" يسيطر على العدد الاكبر من النواب السنة، ومن غير المقبول استمرار هذا الواقع، ولذلك سيكون لها مرشحون في مختلف المناطق التي تنتشر فيها. وهي تؤيد أي قانون يقوم على النسبية، أقله في قانون مختلط يكون نصفه على النسبية التي تسمح لـ"اخوان لبنان" بالمناورة أكثر والعمل على رفع حصتهم النيابية. ويعتبرون ان رئيس الجمهورية ميشال عون سيقع في مأزق كبير إذا لم يطبق الوعود التي أطلقها في التوصل الى قانون جديد وإجراء الانتخابات على أساسه، بدل الاستمرار في قانون الستين المعدل في الدوحة والذي يظلم "الجماعة"، وانه لا يزال يؤمن مصالح جهات عدة في البلد. وكانت "الجماعة" قد فاتحت الرئيس سعد الحريري الذي أيدته لرئاسة الحكومة، ومن دون ان يحصل على صوت ممثلها في البرلمان عماد الحوت في جلسة نيل الثقة، وهي تطالب بتمثيلها في الحكومة وتعيين كوادر من كفاياتها في وظائف الفئة الاولى في التعيينات الادارية. ولن تستمر في تقديم "الهدايا" على قول قيادي فيها. وتعترض على حصرية تمثيل السنة في الحصة الاكبر من المواقع المخصصة للطائفة، وهي الطرف السني الثاني الذي يملك حضورا في أكثر من منطقة.
وتنتظر "الجماعة" قبل حسم خيار تحالفاتها، بلورة القانون الجديد، وتشكك في مختلف القوى التي تنادي بالنسبية والتي تتلطى خلف موقف النائب وليد جنبلاط الرافض لها. ولا تصدق حتى "الثنائي المسيحي" في مسألة رفضه لقانون الستين الذي يؤمن لـ"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" بعد تفاهمهما عددا كبيرا من المقاعد المسيحية.
ولم تحسم "الجماعة" تصورها النهائي لخريطة تحالفاتها في القانون المقبل، وان كان من الصعب ان تخرج من تحالفها مع" تيار المستقبل" الذي يحتاج الى أصواتها، وخصوصا في الشمال وطرابلس التي ستشهد مواجهة ساخنة بسبب تعدد القوى السنية فيها، إلا أنها لا تقبل بحصرية تعاونها في الانتخابات المرتقبة مع "التيار الازرق"، وان مروحة التحالفات مفتوحة امامها "وكل ما نطلبه، وهذا حقنا الطبيعي، هو ان نتمثل بالحجم الذي لنا داخل الطائفة السنية، ونحن رقم كبير فيها".
وفي المناسبة، فإن قنوات التواصل مفتوحة بين "الجماعة" والرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين السابقين فيصل كرامي وعبد الرحيم مراد، من دون أن يعلن "الاخوان" جوابا نهائيا عن موقعهم قبل الرسو على القانون الذي ستخاض على أساسه الانتخابات، وإن بقيت الغلبة للستين. وتعلن أمام كل من يهمه الامر أنها لن تقبل باستمرار "الظلم الانتخابي" الذي يمارس في حقها، وان الظروف في البلد أفضل بدرجات من الأوضاع التي سبقت انتخابات 2009.
في دوائر عدة تعمل جهات على كسب ودّ "الجماعة"، وفي مقدمها النائب وليد جنبلاط للحصول على أصواتها في الشوف، وقد احتلّ كوادرها عضوية أكثر من بلدية في إقليم الخروب. ونجحت في فتح قنوات اتصال مع القوى المسيحية من العونيين الى "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب، لكن من دون ان ينجح "الاخوان" بعد في شق طريقهم الى قلوب القواعد المسيحية التي لا تزال تصنفهم في خانة المتشددين.
http://newspaper.annahar.com/article/526017-الجماعة-لمن-يهمه-الأمر-خيارات-تحالفاتنا--مفتوحة-نؤيد-النسبية-ولا-نقبل-بمقعد-واحد