أسبوع الحسم

الإثنين 30 نيسان 2018

Depositphotos_3381924_original

أقل من أسبوع وتفتح صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس نيابي جديد في السادس من أيار. كما جرى خلال الأيام القليلة الماضية إجراء الانتخابات النيابية في مرحلتها الأولى في الدول العربية، والثانية في الدول غير العربية بالنسبة للمغتربين الذين سجّلوا أسماءهم في وقت سابق لدى السفارات.
وعلى مسافة أيام من الانتخابات تزداد حماوة الاستحقاق الانتخابي، تزداد الزيارات والجولات واللقاءات والمهرجانات، وتزداد معها الوعود الانتخابية بالعمل والوظائف ومكافحة الفساد والتنمية والإنماء، بالحفاظ على السيادة والقرار الحر المستقل. بكل الشعارات البراقة. وأغلب هذه الوعود الانتخابية تأتي مع الوعود الى الناخبين بتحويل مناطقهم الى جنة، وقد كانت منسية طيلة الفترات والسنوات الماضية. أو أن هؤلاء الذين يقدمون كل تلك الوعود لا يأتون الى ناخبيهم سوى بالوعود، لا يحملو الى مناطقهم المحرومة والفقيرة أي مشروع ولو كان بسيطاً ومن الحقوق العادية للمواطنين. أمس كان أحد المرشحين المهمين، بل "الكبار" يجول في إحدى المحافظات مغدقاً الوعود على أهلها، لا شيء سوى الوعود، ولكنه لم يحمل لهم مشروعاً واحداً يلبي حاجاتهم، حتى الكهرباء التي كانت مقطوعة عنهم لأيام لم يأت بها إليهم حتى يتمكنوا من متابعة جولاته على شاشات التلفزة، علماً أن مفاتيح ومقاليد البلد بيد ذاك "المرشح الكبير"! فكيف يقنع الناخب بجدوى تلك الوعود الفارغة؟ والحال هذه لا تنطبق على مرشح واحد فقط، بل على أغلب المرشحين من تلك الطبقة التي كانت وما تزال متحكمة بمسار ومقاليد البلد!!
القانون الانتخابي الجديد الذي اعتمد النسبية والصوت التفضيلي، وعلى الرعم من العلل الكثيرة، والسلبيات المتعددة التي يتصف بها، إلا أن الشيء المهم فيه أنه أعطى للناخب فرصة للتغيير، وجعل لصوته قوة في التأثير، وبالتالي فإن الناخبين بات بأيديهم المشاركة، وبقدر كبير في رسم مستقبل بلادهم وأولادهم. بات بإمكان الناخب أن يختار ويفاضل بين المرشحين. ولى زمن "اتلمحادل" و"البوسطات". ولّى الزمن الذي يفرض علينا الزعيم في لائحته من نرغب ومن لا نرغب. بات بإمكاننا أن نقول نعم حيث يجب أن تكون، وأن نقول لا حيث يجب أن تكون.
الناخبون في السادس من أيار أمام فرصة وتحدّ، فرصة لرسم مسار جديد يخرج البلد من أزمته. وتحدّ لبداية تغيير هذه الطبقة التي أهلكت الحرث والنسل في هذا البلد.
الناخب اليوم يمكنه أن يمنح صوته لجيل جديد واعد يريد البلد ومصالحه العليا قبل كل شيء..
يريد دولة القانون والمؤسسات فعلاً لا قولاً. يريد مكافحة الفساد والفاسدين المحميين من أعلى المواقع. فإما أن يتخذ هذا الناخب خياره الصحيح وإما فإنه المسؤول عن الكارثة في مكان ما. لذا نأمل أن تشكل محطة السادس من أيار فرصة حقيقية للتغيير، وأن يمنح الناخبون أصواتهم للمخلصين، ومرشحي الحالة الاسلامية العامة في أولهم، وهم الذين تميّزوا في مجتمعاتهم في حبهم لوطنهم وإخلاصهم لربهم، وتفانيهم في خدمة مجتمعهم. هم الذين يعملون دون توقف، يعطون دون مقابل، يقدّمون دون منّة، يلوذ بهم الناس في المحطات الصعبة، فيتقدمون الصفوف ولا يبالون، ونحن على موعد معهم في السادس من أيار لنقول لهم نعم، ومنحهم ثقتنا وأصواتنا التي يستحقونها عن جدارة واقتدار.

المكتب الإعلامي المركزي