لا للكيل بمكيالين

الإثنين 17 تشرين الأول 2016

Depositphotos_3381924_original

تفاعلت على مدى الأيام الماضية قضية مفتي راشيا السابق الشيخ الدكتور بسام الطراس بعد إحالة ملفه الى المحكمة العسكرية، وقد شهدت الأيام الماضية سلسلة فعاليات كان آخرها أمس الأحد، حيث نظمت هيئة العلماء المسلمين والجماعة الاسلامية اعتصاماً أمام السراي الحكومي في ساحة رياض الصلح، مطالبين بإنهاء توقيف الشيخ الطراس، ووقف العمل بسياسة الكيل بمكيالين حيث يتعاظم شعور بالغبن والظلم والاستهداف عند شريحة واسعة من المسلمين في لبنان قد تكون نتيجته الوحيدة عاجلاً أم آجلاً، انتفاضة عارمة على واقع البلد الذي يسير يوماً بعد يوم نحو الهاوية والانهيار.
لقد بات شعور الاستهداف والغبن والظلم يلف معظم المناطق اللبنانية وأغلب الشرائح الإجتماعية وأكثر النفوس، خاصة عندما يرى المواطن اللبناني أنه لا يتساوى في الحقوق والواجبات مع إخوانه المواطنين الآخرين الذين يتمتع بعضهم بميزات كثيرة، تبدأ بامتيازات اقتناء السلاح ومستتبعاته، ولا تنتهي في التمايز أمام الادارة والقضاء وغيره. إن هذا الشعور المتنامي، الذي عبّر عن نفسه أكثر من مرة، وبأكثر من طريقة .. قد يتحوّل في لحظة من اللحظات الى سيل جارف يأخذ أمامه كل شيء، ويحوّل البلد الى سراب بعد عين.
إن المطلوب اليوم هو التمسك بالقانون والمؤسسات، والتخلي عن سياسة الكيل بمكيالين، والتعامل مع المواطنين على قدم المساواة، فلا يكون مواطن فوق القانون وآخر تحت القانون، ولا يكون فصيل أو شريحة لها حق اقتناء السلاح وتجاوز السيادة، وفصيل أو شريحة أخرى تتهم على الشبهة بـ "الارهاب".
في سياق آخر، يراوح ملف الرئاسة الأولى مكانه دون إحراز أي تقدم، وكلما برزت موجة تفاؤل عادت الأمور الى مربع العقد التي لا تنتهي فصولاً، والتي يعلق البعض فيها شروطاً لايصال شخص الى سدة الرئاسة، فيما يمارس في الحقيقة فعلاً يطيح بكل ما من شأنه إنهاء حالة الفراغ والتعطيل. إنه ببساطة يريد الفراغ، والفراغ فقط، بانتظار جلاء غبار معارك الداخل السوري ليتم بعد ذلك البناء على الشيء مقتضاه .. سواء بانتخاب هذا الرئيس أو ذاك.
وبالنظر الى الحديث عن معارك الداخل السوري، لا سيما المجزرة اليومية المتواصلة بحق أهالي وأبناء مدينة حلب الشهباء، فإن العالم الذي يدّعي الحرية والديمقراطية، وينادي بحقوق الانسان، يقف اليوم عاجزاً أو متفرجا ضد الشعب السوري الذي يتعرض الى أبشع صور الابادة الجماعية، والتطهير الديمغرافي، دون أن يحرّك هذا العالم ساكناً أو يوقف تلك المجازر.
إن عالمنا العربي والاسلامي بات يشعر فعلاً أنه مستهدف من قبل المشروع الخبيث الذي يريد النيل منه، انتقاماً وثأراً لتاريخ طويل سطّر فيه أجداد هذه الأمة فتوحات وانتصارات وصلت الى مشارق المدن التي تنعم اليوم بالأمن والأمان في عدد من أقطار المنطقة.

المكتب الإعلامي المركزي