في شبعا ..عهد ووعد

الإثنين 17 حزيران 2019

Depositphotos_3381924_original

أسبوع كامل مرّ على جريمة اغتيال مسؤول العلاقات العامة في حاصبيا ومرجعيون في الجماعة الاسلامية الشيخ الشهيد محمد الجرار. اغتيال جبان جرى تحت جنح الظلام وبطريقة غادرة خطط فيها الجناة لجريمتهم النكراء.
أسبوع كامل مر على الجريمة والقضية لم تمت ولن تموت. الحراك ما زال مستمراً من أجل كشف الجناة، وتحديد من يقف خلفهم، وقطع الطريق على ما أرادوه من جريمتهم.
على مدى أيام بعد الاغتيال تحوّلت بلدة شبعا في العرقوب الى محجة لكثير من الشخصيات والوفود التي استنكرت الجريمة وأبدت تضامنها مع الجماعة والبلدة وعائلة الشهيد. كما أن حفل تقبّل التعاني باستشهاد الشيخ الجرار الذي أقامته قيادة الجماعة الاسلامية وذوو الشهيد في قاعة مسجد الخاشقجي في بيروت، والذي شاركت فيه شخصيات رسمية وحزبية واجتماعية ومرجعيات عليا , أكد أن هذه القضية ستبقى حيّة حتى يتم كشف الجناة القتلة، وحتى يتم الاقتصاص منهم.
ويوم الأحد نظّم أهالي منطقة العرقوب وفعالياتها وقيادة الجماعة فيها وقفة تضامنية أمام مركز الرحمة الطبي الذي كان الشيخ الشهيد يديره، استنكر المشاركون فيها الجريمة، وطالبوا بكشف القتلة بالسرعة اللازمة، وأكدوا تضامنهم مع المركز الطبي وشددوا على ضرورة استمراره في تقديم الخدمات الطبية لأبناء المنطقة وضيوفهم.
هو عهد ووعد من اهالي المنطقة وفاعلياتها، من قيادة الجماعة الاسلامية مركزياً ومناطقياً في اكمال مسيرة الشيخ الشهيد، وعدم الرضوخ والخضوع لهذه التهديدات وهذه الجرائم التي حاول القتلة أن تثني أصحاب الأرض وقيادة الجماعة عن الاستمرار في دربها وطريقها، وهذا بالطبع قد تكون له أثمان مستقبلية، خاصة أن إرادة القتلة كانت تحاول إخافة اهل العرقوب، وكل من هو خلفهم على امتداد مساحة الوطن.
تبقى مسألة لا بد من لفت النظر اليها، فالقتلة قد يكون من ضمن أهدافهم البعيدة التي يريدون لها أن تأتي بعد جريمة الاغتيال، إثارة الفتن بكل انواعها وأشكالها ومستوياتها، وهذا ما يجب أن يتنبه له الجميع، وما يوجب عليهم العمل لقطع الطريق على أي فتنة، وكل من موقعه وبما يملك من إمكانات وقدرات، وذلك حتى تنجلي الحقيقة وينال كل مرتكب جزاءه من العدالة والقصاص.
في سياق محلي آخر ارتفعت خلال الايام الماضية وتيرة الخطابات العنصرية التي أرادت وتريد النيل من الوحدة الوطنية، عن قصد أو عن غير قصد، وهذا ما شكّل تحدياً وخطراً على مستقبل البلد يجب التصدي له، كما يجب وضع حد لذلك الخطاب العنصري المقيت الذي يريد أصحابه إعادتنا الى الوراء.
لقد قطع بعض الغيورين على البلد وستقبله العهود من أجل الحفاظ على وحدة هذا البلد لمنعه من الانزلاق نحو الفوضى أو الإرتماء بأحضان ليس له مصلحة فيها، ومن هنا فإن هؤلاء كانوا ومازالوا على عهدهم ووعدهم بالحفاظ على هذا البلد من الانفراط أو الضياع.
المكتب الإعلامي المركزي