تهديدات وتدابير !

الإثنين 1 تشرين الأول 2018

Depositphotos_3381924_original

لا جديد في المشهد اللبناني على المستوى الحكومي , سوى ما أشار اليه رئيس الجمهورية أثناء عودته من نيورورك عن تشكيل حكومة أكثرية في حال لم يتمكن الرئيس المكلف من تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقد جاء الرد سريعاً من الرئيس المكلف بالتشديد على حكومة جامعة، ورفض الذهاب الى حكومة أكثرية في ظل الظروف التي يعيشها لبنان. وقيل أيضاً إن الرئيس المكلف أرسل صيغة حكومية تضمنت بعض التعديلات الطفيفة على الصيغة التي كان سلّمها لرئيس الجمهورية. وفي مجمل الأمر فإن الملف الحكومي يراوح مكانه بانتظار تطورات الموقف عند الجهات المعنية.
الشيء الجديد في المشهد اللبناني هو التهديدات الاسرائيلية لحزب الله وتالياً للبنان. فقد ادعى رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو من على منصة الأمم المتحدة في نيويورك وأمام العالم ان حزب الله يمتلك مصانع لتطوير صواريخ يمكنها أن تستهدف أي مكان في فلسطين المحتلة، وأن تصيبها بدقة. وعرض نتنياهو لما قال إنها صور لأماكن تلك المصانع في منطقة الاوزاعي عند المدخل الجنوبي لمدينة بيروت، في محيط مطار رفيق الحريري الدولي. ولحقه في هذه الادعاءات الناطق باسم قوات الاحتلال أفخاي أدرعي، الذي نشر بدوره صوراً زعم أنها مصانع لتطوير الصواريخ في منطقة الأوزاعي.
هذه الادعاءات الاسرائيلية من أعلى المستويات، وأمام الأمم المتحدة , جعلت البعض يتخوّف من تحضير اسرائيلي لعدوان قادم قد يستهدف المطار والعاصمة وبقية المناطق اللبنانية، وقد يفتح المشهد اللبناني على كافة الاحتمالات. وقد يكون أيضاً من باب التهويل، واستجداء المساعدات الغربية والأمريكية على وجه التحديد لانجاز بعض الصفقات الاسرائيلية، أو ربما تكون أيضاً لانقاذ نتنياهو من الملاحقات القضائية التي تطارده على خلفية ملفات فساد متهم بها.
هذا الأمر لا ينبغي فيه الركون الى الدعة والسخرية، فالمطلوب إجراءات تحصّن الواقع اللبناني في مواجهة التهديدات والتحدّيات الاسرائيلية. ولعل في رأس التدابير المطلوبة لمواجهة هذه التحديات تشكيل حكومة وحدة وطنية تتنازل فيها بعض القوى عن مطالبها وشروطها التعجيزية التي تعيق الى اليوم مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة.
حياتياً تبدأ اعتباراً من اليوم وزارة الاقتصاد تطبيق قرار اعتماد العدادات بالنسبة لمولدات الكهرباء التي تبيع الكهرباء للمواطنين في المدن والأحياء والقرى. وقد حذّرت الوزارة من تدابير صارمة بحق أي صاحب مولد كهرباء يخالف التعليمات.
إن هذا الإجراء وإن كان شكلاً يصب في صالح المواطنين ويحميهم من جشع بعض أصحاب المولدات الكهربائية، إلا أنه يؤكد أن أزمة الكهرباء مزمنة وطويلة وليس لها أي حل جذري، وهو يعكس فشل الوزارة المعنية والجهات التي تديرها، أو لعله خطوة على طريق تخصيص الكهرباء . وقد سئم المواطن من كل الحلول الترفيهية في زمن الدولة القوية.

المكتب الإعلامي المركزي