أزمات دون حلول

الإثنين 16 تموز 2018

Depositphotos_3381924_original

مساعي تأليف الحكومة تراوح مكانها دون تذليل العقبات التي تواجهها حتى اليوم، وهي بالمناسبة داخلية في صورتها، وقد تكون خارجية في مضمونها وأساسها، ولكنها تلقي بثقلها على الأوضاع والأزمات الأخرى، لا سيما الإقتصادية منها على وجه التحديد، وهذا يستدعي ويتطلب جدّية أكبر في مقاربة ملف التأليف، ومن كل الأطراف والجهات المعنية، وإلا فإن النتائج ستكون كارثية على المواطن.
الأزمة الاقتصادية الى مزيد من الجمود والتفاقم. العديد من الشركات في البلد تتجه نحو خفض نفقاتها وصرف عدد من موظفيها، وصولاً الى حدود الإقفال وإعلان الإفلاس كما لاح في أفق بعض الشركات، وهذا بالطبع ينعكس على حركة العمل والإنفاق والسيولة.
المؤسسة العامة للإسكان قرّرت وقف منح الموافقات على طلبات شراء المساكن المدعومة من المؤسسة، بالنظر الى توقف المصارف عن الإسهام في هذا المشروع عبر منح القروض لطالبي شراء المساكن، وبغض النظر عن الموقف من كل هذا المشروع ، إلا أن ذلك يضفي نوعاً من الجمود القاتل على سوق العقارات في لبنان، وهو أساساً يعاني من ركود وبطء وجمود.
إن ذلك سيجعل العجلة الإقتصادية أكثر تعثراً، لأن الجميع يدرك حجم ما يبثه سوق العقارات من حيوية في الأسواق كافة، وهذا يعني أيضاً أننا سنعاني مزيداً من الجمود في الحركة الإقتصادية، وبالتالي مزيداً من الأزمات التي لا نعرف ماذا ستخلّف بعدها!! كل ذلك فيما المسؤولون عن الوضع السياسي والإقتصادي يتلهون بتقاسم المغانم الحكومية والوزارات، ولا يكترثون لاهتمامات الناس، ولا الى مشاكلهم ومعاناتهم اليومية.
في سياق آخر، برز خلال الأيام والأسابيع الأخيرة تحرك ملف اللاجئين السوريين الى لبنان من خلال الحديث اليومي عن العودة الطوعية لهؤلاء اللاجئين، على اعتبار أن الحرب قد انتهت في سورية، وهنا تبرز مسألتان مهمتان: الأولى هي في الحديث عن ضغط يُمارس على اللاجئين لإجبارهم على العودة تحت عنوان الطوعيّة. والمسألة الأخرى هي أن الإشكالية ليست في انتهاء الحرب أو استمرارها، إنما في التهديدات والمخاطر التي تتهدد هؤلاء جراء السياسات التي يمكن أن تمارس معهم وبحقهم في حال عودتهم، وهي لا تقل خطورة وتهديداً لحياتهم وحياة أبنائهم من الحرب ذاتها. لذا فإن الجهات الدولية المعنية بملف اللاجئين معنية أيضاً بتوفير الأجواء والظروف الملائمة لعودتهم وسلامتهم.
إقليمياً، يبدو أن معركة النفط بدأت تستعر مهدّدة المنطقة بأكملها بالانزلاق نحو الفوضى والحروب المدمرة. فقد فرضت الولايات المتحدة حصاراً على إيران في محاولة لمنع الحكومة الإيرانية من تصدير نفطها الى العالم، ما جعل الأخيرة ترد على هذا الإجراء بالتهديد بإقفال مضيق هرمز الذي يُعدّ من أبرز وأهم الشرايين البحرية لتصدير النفط الخليجي، وهذا ما جعل المنطقة بأسرها تقع تحت التهديد بالحروب التي قد تكون شرارتها هذه المرة مختلفة وكذلك نتائجها على الجميع. فهل يجري تشكيل حكومتنا قبل هذه الاستحقاقات حتى تكون جاهزة لتوفير أمن واستقرار الوطن والمواطنين؟

المكتب الإعلامي المركزي