أردوغان .. أمل المظلومين

الإثنين 25 حزيران 2018

Depositphotos_3381924_original

الحدث نهاية الاسبوع الماضي وبداية الاسبوع الجاري كان تركياً بامتياز، فالعالم أجمع كان ينتظر نتائج الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية، بل يمكن القول إن الكثير من دول وأنظمة العالم حاول أن يتدخّل في هذه الانتخابات لتشويه إرادة الشعب التركي وتغيير قناعاته، وقطع الطريق على باني النهضة الحديثة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية".
الشعب التركي يوم الأحد أثبت وعيه وقدرته على التمييز بين مستقبله الذي يريده وأطماع الآخرين الذين يريدون له أن يظل متخلفاً ينتظر على قارعة المساعدات، ورهناً للتدخلات والسياسات الدولية الخارجية التي لا تريد خيراً لشعوب وبلدان هذه المنطقة.
الشعب التركي يوم الاحد أثبت مرة جديدة تمسكه بالديمقراطية والحرية، وكان قد أفشل قبل عامين المحالة الانقلابية البائدة. أكد الشعب التركي تمسكه بالخيار والنهج الديمقراطي فوصلت نسبة المشاركة في الانتخابات عتبة 90% تقريباً في منافسة ديمقراطية حرة ونزيهة وشريفة أعطت الفرصة للجميع ومنحت الثقة المطلقة للرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية.
لقد شكّل فوز الرئيس رجب طيب أردوغان أملاً كبيراً للكثير من المظلومين والمضطهدين والمشرّدين على امتداد العالم. لقد كان مئات الآلاف بل ربما ملايين قلوب المظلومين حول العالم تدعو له وتنتظر فوزه بفارغ الصبر، داخل تركيا وخارجها.
وفي مقابل ذلك شكل فوزه كابوساً لكثير من الأنظمة والمستبدين، وأصحاب المشاريبع المشبوهة وأولئك الذي يقدّمون مصالحهم وحساباتهم الخاصة والضعيفة على حساب مصالح الأوطان والأمم والانسانية. كما شكّل فوزه كابوساً آخر لممثلي وراسمي السياسات الدولية الذين يكيدون لتركيا ولأمتنا ولشرقنا المسلم ولأمتنا العربية والاسلامية، فأردوغان أثبت خلال الأعوام الماضية أنه العقبة الكأداء أمام مشاريعهم وأطماعهم.
لا شك أن تركيا ستكون أقوى مع أردوغان وحزبه بعد هذه الانتخابات. والمنطقة ستكون أكثر حضوراً ومحافظة على دورها ومكانتها وحقوقها مع تركيا قوية. والمستضعفون في المنطقة والعالم سيجدون في أردوغن وتركيا ناصراً وسنداً يمكن الركون اليه في عالم لا يعرف شيئاً من القيم سوى منطق المصالح والأطماع. فألف تحية الى الشعب التركي الواعي والمسؤول والناهض بأعبائه، وألف تحية وتهنئة الى الرئيس المنتخب أمل المظلومين الرئيس رجب طيب أردوغان، وألف تحية وتهنئة الى حزب العدالة والتنمية الذي أكد مرة جديدة أنه جدير بثقة الشعب التركي.
أما عن حالنا في لبنان فيبدو أن الساسة لم يتعلموا تقديم المصالح الوطنية الجامعة على المصالح الخاصة والحزبية الضيقة والفئوية، وأثبتوا أنهم غير جديرين بالمواقع التي يشغلونها، فما زالوا الى الآن غارقين في وحول الحسابات الضيقة والخلاف على الحصص الحكومية والوزارات السيادية والخدماتية، غير آبهين بكل ما يلحق المواطن من أزمات اقتصادية واجتماعية وبيئية وغيرها، مصرّين على تناتش الحصص، وكأن الوطن مزرعة لهم دون سواهم من المواطنين.

المكتب الإعلامي المركزي