في المقابل المتابع لمعركة جرود القاع ورأس بعلبك يدرك كيف استطاع الجيش أن يدير معركة شريفة ونظيفة رغم المحاولات منذ اليوم الأول لإضعاف من معنوياته والتخفيف من قدراته، حيث قام الحزب، بالتزامن مع إطلاق الجيش معركة فجر الجرود، بإطلاق معركته ليرسل رسالة بأن الجيش لا يستطيع القيام بمعركته بقدرته الذاتية، ثم في اليوم الأول وبإخراج سيء تم تظهير استسلام مجموعة من داعش لحزب الله وليس للجيش اللبناني، وتتالت بعد ذلك محاولات النيل من معنويات الجيش لللبناني.
واعتبر النائب الحوت أن قمة استخفاف الحزب بالدولة اللبنانية كانت بخروج أمين عام حزب الله وإعلانه الانتصار ودعوته للإحتفال في بعلبك وعدم انتظار رئيس الجمهورية ليقوم بهذا الإعلان في محاولة لإرسال رسالة بأن الحزب هو حاكم البلد ولا وزن لرئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية والجيش جزء أساسي منها.

وعقّب الحوت قائلاً: صحيح أن الدولة ما زالت ضعيفة أمام الدويلة ولكن ازداد لدينا الأمل بأن نستعيد هذه الدولة القويّة فأداء الجيش المتميّز أكد على أن الدولة قادرة على اتخاذ القرار الذي ينفذه جيشها باقتدار.
كما رأى أنّ "حزب الله" كان متخوّفاً من أن تقع بعض مجموعات "داعش" في يد الجيش اللبناني حتى لا ينكشف وجود توظيف للنظام السوري لهذه المجموعات وبالتالي وجود قناة بين الحزب وداعش.

وإذ طالب بالتحقيق في قضيّة العسكريّين الذين خطفتهم "داعش"، قال: لا نقبل بتحقيق جزئي بل نريد تحقيقاً شاملاً يكشف كلّ الأمور ومن كان يمنع إسترداد العسكريّين حين وصلت المفاوضات الى اتفاق لاستعادتهم ومن قصف مخيم اللاجئين واستهدف موكب هيئة علماء المسلمين لتخريب هذه المفاوضات.

واستغرب الحوت كيف أن الكتل النيابية التي صوّتت على الضرائب تتسابق اليوم على تقديم اقتراحات قوانين لتعديل هذه الضرائب، وهذا يؤكد على أن التصويت على قانون الضرائب كان اعتباطياً وبدون رؤية واضحة لانعكاسات هذه الضرائب على المواطنين، وهذا كله نتيجة الاتفاقات الثنائية بين القوى السياسية الموجودة في الحكومة وقد تقدمت هذه الاتفاقات الثنائية المتفرقة على الرؤية الجامعة التي من المفترض أن تكون موجودة في أي حكومة والتي هي للأسف غائبة عن هذه الحكومة مما حولها بكل أسف الى ائتلاف حكومات.