الجماعة الإسلامية في لبنان تتحضّر للانتخابات.. ورئيس مكتبها يتحدّث لـ"نداء بوست" عن رؤيتها للمرحلة المقبلة

السبت 19 شباط 2022

Depositphotos_3381924_original

ريحانة نجم2022/02/19 - نداء بوست 

https://nedaa-post.com/الجماعة-الإسلامية-في-لبنان-تتحضّر-للانتخابات-ورئيس-مكتبها-يتحدّث-لـنداء-بوست-عن-رؤيتها-للمرحلة-المقبلة

انطلق العدّ العكسي للاستحقاق الانتخابي المقرر أن يحصل في 15 من أيار/ مايو المقبل والذي يؤكد المجتمع الدولي على وجوب إجرائه، في ظلّ المخاوف من التمديد لمجلس النواب وسَعْي بعض أطراف السلطة لتأجيل إجرائه خوفاً من فقدان بعض قوتها في مجلس النواب.

وتتحضّر الجماعة الإسلامية في لبنان كغيرها من القُوَى والأحزاب للمشاركة في هذه الانتخابات النيابية، ترشيحاً وانتخاباً، وبدأت تجهّز ماكيناتها الانتخابية في معظم المناطق اللبنانية لإطلاق مرشحيها وبرنامجها في الأيام القليلة المقبلة.

رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان النائب السابق الدكتور عماد الحوت، قال لـ"نداء بوست": إنّ الجماعة تعتبر أنّ الاستحقاق الانتخابي آلية ضرورية ليترجم الناس رغبتها بالتغيير من خلال صناديق الاقتراع، ولعلها تتمكن من تعديل الموازين -ولو جزئياً- على مستوى تشكيل السلطة مما قد يشكل عنصر ضغط على الأحزاب المتشاركة في السلطة وتعديلاً في آليات إدارة البلد بما يحدّ من الفساد والمحاصصة.

وأشار الحوت إلى أنّ الجماعة ترى أنّ الانتخابات يمكن أن تُشكِّل فرصة لاستنهاض الساحة السُّنية التي يحاول البعض أن يدفعها للانكفاء لتحجيم دورها الوطني والسعي للسيطرة على قرارها.

وكشف النائب السابق أنّ الجماعة حسمت خيارها بالمشاركة في الانتخابات منذ فترة وزادت قناعتها بضرورة هذه المشاركة بعد قرار الرئيس الحريري بتعليق العمل السياسي مما يحتم تضافُر جهود فُرَقاء الساحة السُّنية لتحفيز الجمهور السُّني لأداء دوره في تثبيت الحضور ومسؤوليته.

وعن تحالُفات الجماعة، كشف رئيس المكتب السياسي أنّ الأُطُر التنظيمية في جماعته سمّت مرشحين في مختلف الدوائر التي فيها مقاعد سُنية، لكنّه أشار إلى أنّها تتريث في إعلان الترشيحات بانتظار الانتهاء من دراسة بعض التفاصيل المتعلقة بواقع الدوائر وعملية التشاور التي تجريها مع مختلف الهيئات والشخصيات الإسلامية.

وفيما يتعلق بالتحالفات، أوضح مُحدِّثنا أنّ الجماعة تقوم بأوسع مِروحَة من المشاوُرات بعيداً عن الفيتوهات المسبقة، وقال: "إنّها تطرح برنامجاً انتخابياً واضحاً"، ويشير هنا إلى أنّها يمكن أن تتحالف مع كل مَن يتقاطع معها في رؤيتها لبناء دولة المواطنة والمؤسسات.

الفراغ في الساحة السُّنية

الجماعة الإسلامية تعتبر أنّ تعليق الرئيس سعد الحريري وتياره (المستقبل) للعمل السياسي أنشأ حالة من الفراغ في الساحة السياسية السُّنية، وأوجد حالة من الضياع والانكفاء لدى جزء من الشارع السني، وشجَّع عدداً من الطامعين للسيطرة على قرار الساحة السنية وتعميق حالة الانكفاء للاستفادة منها في الانتخابات النيابية المقبلة، وترى الجماعة وَفْق رئيس مكتبها السياسي أنّ من حقها أن تسعى لملء الفراغ المستجدّ وأن تستنهض الساحة السُّنية وأن تسعى للحصول على أفضل نتيجة ممكنة في الانتخابات المقبلة، ولكنها لا تطرح نفسها كوريث أو بديل لأحد.

وتؤكد الجماعة أنّها ليست وريثاً للحالة الحريرية؛ لأنّها تعتبر أن الشارع السُّني ليس مِلْكاً لأحد أو يتوارثه أحد، وإنما يجب أن تقدم لهذا الشارع الناضج والواعي أفضل ما عندها من برامج ومشاريع وأشخاص ليحدد خياراته على أساسها، لذلك تقوم بأوسع مِروحَة مشاوُرات وهي في الوقت نفسه لن تتخلى عن واجباتها تجاه مجتمعها.

علاقة الجماعة مع القوى السُّنية الأخرى ودار الإفتاء

وفيما يتعلق بالقوى السُّنية الأخرى، تقوم الجماعة بجهد تشاوُريّ مُركَّز مع الهيئات والشخصيات الإسلامية في سعي للوصول إلى رؤية ومقاربة مشتركتين للتحديات وإلى أوسع مشاركة من هذه الساحة بما في ذلك ربما مرشحون من خارج الجماعة تشارك في دعمهم وتبنيهم.

أما القوى السُّنية الأخرى، يشرح الحوت لـ"نداء بوست" أنّ الجماعة طرحت منذ أكثر من سنة ونصف مبادرة ترتيب البيت المسلم؛ لأنها كانت تستشرف الوصول إلى ما نحن فيه اليوم من تشتُّت، وبالتالي هذا الطرح هو أكثر ضرورة اليوم لإدارة الأزمة ومنع الانكفاء الشعبي السُّني.

وعن علاقة جماعتها مع دار الفتوى، يؤكد الحوت أنّ الجماعة تكنّ كل الاحترام لدار الإفتاء كمرجعية إسلامية ووطنية، وتحرص على التشاوُر معها في مختلف المحطات، وتتمنى لو أنها اليوم تقوم بمبادرة لجمع مختلف المكونات السُّنية في الدار للوصول إلى إدارة مشتركة وجماعية للمرحلة.