الأيوبي لـ “حدث أونلاين”: إضعاف طرابلس هو ضرب لكل المكون السني

الجمعة 18 شباط 2022

Depositphotos_3381924_original

الأيوبي لـ “حدث أونلاين”: إضعاف طرابلس هو ضرب لكل المكون السني

حاوره: وسيم فؤاد الأدهمي https://hadathonline.com/?p=41953

رأى أمين عام الجماعة الاسلامية عزام الأيوبي في حوار مع “حدث اونلاين” ان لقرار الرئيس الحريري وتيار المستقبل تداعيات كبيرة على الساحة السياسية، خاصة وأنهم حازوا تمثيل الساحة السنية بشكل شبه منفرد لسبعة عشر عاما”. تابع:” كما أن قرارهم بتعليق المشاركة يأتي مع سحب الغطاء الإقليمي الذي كان يمثل حجر الزاوية في حجم وقوة التمثيل التي تمتعوا بها طيلة الفترة الماضية، وبالتالي أصبحت هناك ساحة كبيرة لها وزنها السياسي والانتخابي بدون غطاء إقليمي”. …

حول الانتخابات النيابية، وعلاقة الجماعة الاسلامية بقوى المجتمع المدني، ودعشنة طرابلس، كان لنا معه هذا الحوار:

– هل بات قرار مشاركة الجماعة الاسلامية في الانتخابات النيابية نهائيا؟

– نعم الجماعة الإسلامية حسمت قرارها بالمشاركة في الانتخابات النيابية منذ وقت طويل، وقد زادت قناعتها بهذا الخيار بعد قرار الرئيس الحريري بتعليق العمل السياسي والانتخابي منه ومن تيار المستقبل.  لكنها ما زالت في مرحلة دراسة بعض التفاصيل. – هل عزام الايوبي مرشح للانتخابات النيابية؟ وهل اتضحت معالم التحالفات واللوائح؟ لقد أنجزت مؤسسات الجماعة اختيار الأسماء التي يمكن أن تخوض بها الانتخابات في تسع دوائر إنتخابية فيها مقاعد للسنة، ومن بين هذه الأسماء اسم عزام الأيوبي عن أحد المقاعد السنية في طرابلس. لكن القرار الرسمي بالإعلان عن الأسماء ما زال ينتظر انتهاء مؤسسات الجماعة من تقييم واقع الدوائر التسعة وفرص المنافسة فيها، وكذلك توجهات القوى الإسلامية وإمكانية أن يكون لها مشاركة في أي من تلك الدوائر.

– ما هو تاثير قرار الشيخ سعد الحريري برأيكم على الساحة السياسية، وبالتالي على المعركة الانتخابية؟

لا شك أن لقرار الرئيس الحريري وتيار المستقبل تداعيات كبيرة على الساحة السياسية، خاصة وأنهم حازوا تمثيل الساحة السنية بشكل شبه منفرد لسبعة عشر عاما، كما أن قرارهم بتعليق المشاركة يأتي مع سحب الغطاء الإقليمي الذي كان يمثل حجر الزاوية في حجم وقوة التمثيل التي تمتعوا بها طيلة الفترة الماضية، وبالتالي أصبحت هناك ساحة كبيرة لها وزنها السياسي والانتخابي بدون غطاء إقليمي، في الوقت الذي تتمتع فيه كل المكونات الأخرى بغطاء إقليمي أو دولي. وهذا سيدفع الكثير من القوى الأخرى لمحاولة الاستحواذ على أكبر جزء من هذه الساحة لضمها إلى أوراق قوتها. لكن هذا السيناريو ليس بالضرورة أن يتحقق خاصة إذا كان وعي أبناء الساحة السنية على المستوى المطلوب، وكذلك إذا استطاعت القوى المؤثرة أن تتنازل عن أنانياتها ومصالحها الضيقة للمصلحة العامة، وهذا ما نسعى إليه.

– اين انتم من قوى المجتمع المدني؟

وهل من امكانية للتحالف مع بعض رموزها؟ نحن جزء لا يتجزء من المجتمع المدني، لكن هذا المصطلح الذي كثر استخدامه في الآونة الأخيرة لا يوجد له تعريف موحد، كما أنه لا يوجد له إطار تنظيمي يمثله، أو حتى طروحات ومبادئ موحدة تدل عليه. لذلك أقول أنه من جهتنا يوجد تواصل مع شرائح متعددة مما يطلق عليه المجتمع المدني، ونحن حتماً على استعداد للتعاون مع من تتقاطع طروحاته مع طروحاتنا ورؤيتنا في بناء الدولة العادلة التي نطمح إليها.

– في ضوء سلسلة المتغيرات المحلية والاقليمية، لا بل الدولية، اي افق للعمل السياسي او البرلماني في لبنان؟

ليس خافيا على أحد حجم التأثير الإقليمي والدولي على لبنان وخصوصا في الوقت الراهن، إلا أن هذا الأمر لا يلغي أثر وأهمية العمل السياسي والبرلماني في الداخل اللبناني، لأن المشاريع الإقليمية والدولية مهما بلغت قوتها وتأثيرها إلا أنها لا تستطيع أن تثبت وتصبح أمرا واقعا إلا من خلال تبني الطبقة السياسية في لبنان وقدرتها على تمرير تلك المشاريع في التشريعات والقوانين التي تحتاج إلى البرلمان. وعليه فإن كنا حريصين على أن لا تصوغ القوى الإقليمية والدولية مستقبلنا وفق مصالحها ورؤيتها فعلينا أن نكون أكثر تشبثا وثباتا في ميدان العمل السياسي والمشاركة البرلمانية من أي وقت آخر.

– كيف تقرأون قضية دعشنة طرابلس، ومن يقف وراء تلك الحملة، وما الهدف منها؟

تشكل طرابلس ومحيطها في الشمال وعكار الثقل الأكبر للساحة السنية في لبنان، كما تمثل الساحة السنية في لبنان إحدى أهم العقبات في وجه المشاريع السياسية والإيديولجية التي يراد للبنان أن ينخرط فيها، لذلك فإن إضعاف طرابلس هو ضرب لكل المكون السني. من هنا يمكننا فهم هذه الإستراتيجية التي تم استخدامها في كثير من الدول العربية المحيطة، حيث كانت داعش هي المدخل إلى ضرب وتدمير كل مناطق الثقل السني خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. أما من يقف خلف هذا الأمر فالواقع اللبناني المهترئ على مستوى مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية، ووجود ولاءات متعددة داخلها، يجعل من السهولة بمكان تسهيل هذه المهمة، خاصة إذا ما جمعنا مع هذا المعطى حجم الفقر والتجهيل الذي ترزح تحته طرابلس وأخواتها من المناطق السنية.