الحوت : لتحييد لبنان عن صراعات المنطقة ووقف استهداف الدول العربية.

الثلاثاء 1 شباط 2022

Depositphotos_3381924_original


قال رئيس المكتب السّياسي للجماعة الإسلامية النائب السّابق عماد الحوت لإذاعة الفجر إنّ الجواب اللبناني على المبادرة الكويتية يجب أن يكون على مستويين: مستوى رسمي ومستوى غير رسمي. ولفت الحوت إلى أنّ الرّد الرسمي هو الجواب الذي صدر عن الرئاسات الثلاثة والذي حمله وزير الخارجية عبدالله بو حبيب معبرًا عن قبول اللبنانيين لهذه المبادرة، لكن تطبيقها بالكامل يحتاج إلى تدرّج ووقت.
 أما عن الردّ غير الرسمي فاعتبر الحوت أنه يجب أن يتمثل في تفاهم واتفاق القوى السياسية اللبنانية على ضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وعدم استخدامه كمنصّة لاستهداف الدول العربية بأيّ حال من الأحوال وهو ما نفتقده اليوم.
ورأى الحوت أنّ الموقف العربي والخليجي سيكون فيه المزيد من الضغط لتطبيق أكبر قدر من بنود المبادرة، لكنه تمنّى أن يتضمّن نوعًا من التفهم للواقع اللبناني الذي لا يستطيع أن يذهب في الصراع الداخلي إلى الحرب الأهلية وبالتالي فهم موقف لبنان الذي يطلب التحييد لكنه لا يستطيع الدخول في حرب داخلية لتطبيق قرارات دولية لم تأخذ بعين الاعتبار التوازنات اللبنانية.
على صعيد الانتخابات النيابية، كشف الحوت أن الضبابية لا تزال تسود المشهد حول هذا الاستحقاق في ظل تخوّف عدد كبير من القوى السياسية من نتائج الانتخابات بسببب تغير المزاج الشعبي العام بسبب الضائقة الاقتصادية والمالية، واعتبر الحوت أنّ هذا يضعنا أمام كثير من التحديات، سواء على صعيد الأحزاب أو على مستوى الجماهير الراغبة في التغيير أو حتى على مستوى المكونات وخاصة المكون السنّي.
وعن رؤية الجماعة الاسلامية في هذا الاستحقاق، قال الحوت إن الجماعة تتعامل مع الانتخابات بالتماهي الكامل مع رغبات وحاجات المواطن، وأكّد الحوت أنّ الجماعة ستعمل على تثبيت الدور الريادي السُنّي في الحياة السياسية بعد سلسلة من الاستهدافات لهذا الدّور، سواء بتكريس أعراف جديدة أو محاولات التهميش، كما ضرورة الاستمرار في الضغط على المنظومة المشاركة في السلطة لكي نصل إلى محاربة جدية للفساد والهدر وسوء الإدارة ومعالجة الأزمة الاقتصادية المعيشية.
ولفت الحوت إلى أنّ مقاطعة الانتخابات سلاح الضعيف، قائلًا إنه لا ينبغي لأي مكوّن أن يعتبر نفسه ضعيفًا، والمقاطعة تؤدي إلى فتح الطريق للمتشاركين في السلطة ليجددوا حضورًا أقوى فيها، وقال إن على من يريد التغيير الحقيقي التوجه إلى صناديق الاقتراع في منتصف أيار ويعبر عن رأيه ويختار.
 في هذا السياق، رأى الحوت أن أي تغيير ولو جزئي يربك الأحزاب المشاركة في السلطة ويمهد لإعادة بناء دولة المواطنة والمؤسسات، أما المقاطعة تعني استمرار منظومة المحاصصة وبالتالي مزيدًا من الخراب والدمار.