بيان الجماعة الإسلامية في الذكرى الثانية والثلاثين لشهداء الجماعة وتحرير وصيدا

الخميس 16 شباط 2017

Depositphotos_3381924_original

 

تمر بنا الذكرى الثانية والثلاثين لتحرير صيدا هذا العام وهي تحمل في طياتها بعض الأمل في عودة الحياة الى مسارها الطبيعي في لبنان وعودة المؤسسات الدستورية واستئناف الحياة السياسية وخاصة بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة والاستعداد لإجراء الانتخابات النيابيه ليعود لبنان الذي نحلم به موطناً لأجيالنا.. لبنان دولة المؤسسات والعداله، لبنان العيش الواحد بين جميع أطيافه ومذاهبه وطوائفه، لبنان بلد المواطنة والكفاءة والكرامة التي تجلت بهزيمة العدو الصهيوني وخروجه ذليلاً من لبنان.
وأبناء صيدا يختزنون في وجدانهم تلك الأيام المباركة يوم تحررت مدينتهم في ١٦ شباط 1985 من رجس الاحتلال الصهيوني بفضل الله أولا ثم بجهد وجهاد علماء المدينة ورجالاتها وشبابها الذين تقدموا مسيرة التحرير وقدموا الشهداء والجرحى والمعتقلين.
نتذكر أؤلئك الأبطال في هذه الأيام ليس لمجرد التغنّي بالبطولات وإنما من أجل إيقاظ الهمم وإعادة التذكير باتجاه البوصلة الصحيح بوجه العدو الصهيوني الذي لم ينسى هزيمته العسكرية في صيدا ومن ثم في لبنان عام ٢٠٠٠ فسعى ولا زال يسعى لتأجيج الفتن والنفخ في نارها ليعيش على أشلائنا ودماء أطفالنا ونسائنا.
السادس عشر من شباط كانت مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان وصيدا بالتحديد، حيث انطلق أبناؤها ومجاهدوها لاستكمال مسيرة التحرير بالانتقال لمرحلة التطوير والتنمية وبناء المؤسسات لمساعدة والتخفيف عن كاهل المواطنين في تلك الفترة لحين استعادة الدولة دورها الرعائي لمواطنيها فتم بناء المؤسسات الاجتماعية والإغاثية لمساعدة العائلات المنكوبة من هول الاحتلال وجرائمه، كما لرعاية أسر شهداء المدينة وأسراها، وبعد الطائف شارك إخوة الشهداء وأبناؤهم في استكمال مسيرة التنمية والنهوض بالمدينة من خلال المجالس البلدية والتمثيلية المتعاقبة، والمساهمة في استقرارها وأمنها من خلال العمل السياسي المشترك مع كل فعاليات المدينة.
في ذكرى تحرير صيدا، نوجه التحية لشيخ المجاهدين والمعتقلين الشيخ محرم عارفي وإلى القادة المجاهدين جمال الحبال وسليم حجازي واخوانهم في قوات الفجر (الجناح المقاوم في الجماعة الاسلامية) وإلى كل الشرفاء في مدينة صيدا وعلى رأسهم الراحل سماحة المفتي محمد سليم جلال الدين الذي وقف مع رجالات صيدا ليعلن تبنيه للشهداء (جمال الحبال ومحمد علي الشريف ومحمود زهرة) الذين ارتقوا بعد الاشتباك الأكبر والأوسع مع جيش العدو في صيدا عشية 27/12/1983م في القياعة والتي كانت باكورة المواجهات مع الاحتلال والتي فتحت عصر المقاومة المبارك حيث زفت المدينة شهداءها رغم أنف الصهاينة في عرس الشهادة والانتصار.
في مثل هذا اليوم ندعو إلى نبذ الفتن والعمل على تحصين الداخل اللبناني من خلال بناء الدولة القوية العادله وإحقاق المظلوميات وتفعيل كل المؤسسات الدستورية بعيداً عن عقلية تقاسم الحصص لنضمن لأبنائنا وطناً منيعاً في وجه أطماع العدو الصهيوني وكل المتربصين.

صيدا في 19 جمادى الأولى 1438هـ     الجماعة الاسلامية
الموافق له 16 شـــبــــــــاط 2016م