الحوت لـ"إذاعة الفجر": لعبة ارتفاع الدولار مركبة وسياسية بامتياز.. والمطلبة تشكيل الحكومة سريعاً

الإثنين 15 آذار 2021

Depositphotos_3381924_original

رأى رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ مشهد ارتفاع الدولار في الأيام الأخيرة مركب، معتبراً أن هناك من يريد أن يوحي أن السبب في ذلك اقتصادي بحت نتيجة البنية الاقتصادية الهشة في البلد، لكنّه أشار إلى أن السبب الأهم سياسي بامتياز نظراً لحجم الارتفاع بوقت قصير جداً، مؤكداً أن لعبة الدولار سياسية بامتياز تمارسها القوى السياسية للضغط على بعضها البعض من ناحية، وتحقيق مكتسبات مالية من ناحية أخرى، مشدداً على أن المواطن وحده يدفع الثمن.
واعتبر الحوت أن ما يجري ناتج عن أمرين، أولاً غياب الدولة الراعية للموطن نتيجة الإضعاف والتدمير الممنهج الذي مارسته مجموعة من القوى السياسية بحق الدولة لتكون أقوى من هذه الدولة وتكون حرة في التصرف كما تشاء دون حسيب أو رقيب على فسادها، وقال "كل حزب أقام منظومته النفعية الخاصة وذهب يمارس المحاصصة بأبشع صورها حتى أصبحت تلك الدولة عاجزة عن محاسبة التفلت في الأداء السياسي والاقتصادي والتلاعب بالأسعار وبحياة المواطن"، وأشار إلى أن الأمر الثاني يتمثل بعدم قناعة المواطن بقدرة هذه المنظومة على إيجاد الحل للأزمة التي كانت هي السبب بوجودها، وأكد الحوت أن الحل الجذري للأزمة يتمثل بالإصرار على بناء الدولة الحقيقية، وأن يستعيد المواطن ثقته بهذه الدولة، مشدداً على أن الخطوة الأولى على هذه الطريق هو تشكيل الحكومة.
وحذر الحوت من أن تصاعد الأزمة الاقتصادية ينذر بتفلت الأمور ما بين حالة من الجوع يعيشها المواطن وبين قلة الضمير لدى بعض القوى السياسية التي تستثمر في هذا الجوع من خلال محاولة تصفية حساباتها في الشارع.
على الصعيد السياسي، قال الحوت إن المطلوب في الملف الحكومي أربع خطوات رئيسية، أولا أن يطلب رئيس الجمهورية من الرئيس المكلف التوجه إلى بعبدا ليبلغه بشكل رسمي وليس عبر الوسطاء عن ملاحظاته على التشكيلة التي قدمها له في وقت سابق، والخطوة الثانية تتمثل بأن يأخذ الرئيس المكلف ملاحظات رئيس الجمهورية بعين الاعتبار وإجراء تعديلات على التشكيلة بموجبها بما لا يخل بالمهمة المطلوبة من هذه الحكومة والمواصفات الأساسية لها (أي أن تكون حكومة اختصاصيين من غير الوجوه الحزبية المباشرة، وأن تقوم بالمعالجات المطلوبة للأزمة المعيشية والاقتصادية، والانطلاق بمجموعة الاصلاحات المطلوبة، وتنظيم الانتخابات النيابية لإعطار الفرصة للمواطن في إعادة تشكيل السلطة)، وأشار الحوت إلى أن الخطوة الثالثة تتمثل بأن يوقع رئيس الجمهورية التشكيلة بعد التعديل عليها وإرسالها إلى مجلس النواب لإجراءات نيل الثقة، والخطوة الرابعة والأخيرة أن تبدأ الحكومة بعملية فرملة الانهيار والخروج التدريجي من النفق، مؤكداً أن هذا كله يستدعي خروج القوى السياسة من أنانيتها، ويستدعي من المواطنين عدم السماح لهذه القوى بالاستمرار لجرهم إلى معارك بينية أو وهمية لا طائل منها والتركيز على الضغط لتحقيق خارطة الطريق التي يريد.