حوار مع رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت

الأربعاء 3 آذار 2021

Depositphotos_3381924_original

▪️ الجماعة الاسلامية تلتقي مع مطالب البطريرك الراعي الداخلية وتدعو لتحييد لبنان عن أزمات المنطقة دون الحياد حول الصراع مع العدو الصهيوني*
▪️ والجماعة تدعو لحوار وطني شامل بين جميع شرائح اللبنانيين للعودة للقواعد والاصول الدستورية*
▪️ نطالب بالاسراع في تشكيل الحكومة وندعو الرئيس المكلف بالاستمرار على مواقفه ومحاولاته لتشكيل حكومة وفق المعايير التي أعلن عنها*
▪️ نُعوّل على وعي المواطنين وضرورة التغيير الجذري بطريقة ادارة البلاد وانطلاق قطار الاصلاحات*

ربيع المغربي - موقع الفيحاء
‏https://alfayhaalb.com/?p=28694


في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان والتغييرات الدولية والاقليمية في ظل تفاقم الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أجرى رئيس تحرير موقع الفيحاء "ربيع المغربي" مقابلة مع رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور "عماد الحوت" مستطلعين منه رأي الجماعة الاسلامية من مجريات الأحداث والمواقف المستجدة سياسياً واقتصادياً فكان هذا الحوار:


1- كيف تعلق الجماعة الاسلامية على كلام البطريرك الراعي وهل من نقاط مشتركة تجمع الجماعة ومطالب البطريرك؟
لا  شك أن التجمع الذي حصل في بكركي يعتبر مؤشر جدي على حجم الضيق الذي أصاب شريحة كبيرة من اللبنانيين نتيجة الواقع اللبناني الحالي الذي هو نتاج عوامل عديدة منها فساد الطبقة السياسية وسوء إدارتها، محاولات بعض القوى اللبنانية الهيمنة على القرار اللبناني، وأخيراً سعي البعض الآخر لأخذ اللبنانيين رهائن في سبيل طموحاته الذاتية.
ولقد جاءت كلمة البطريرك الراعي لتحاول الاستجابة الى هواجس هذه الشريحة الوازنة من اللبنانيين لا سيما على مستوى تجاوز الدستور، وجعل لبنان ساحة للصراعات، والاستراتيجية الدفاعية، والفساد، والسيطرة على القضاء ومحاولة تمييع التحقيق في انفجار المرفأ.
والجماعة الإسلامية تلتقي مع معظم ما جاء في كلمة البطريرك لجهة مسؤولية الطبقة السياسية على ما وصلت اليه أحوال البلاد من تدهور سياسي ومالي حيث اصبح الدستور وجهة نظر، وأصبح المواطن رهينة الطموحات السياسية للبعض والمشاريع الخارجية للبعض الآخر، فضلاً عن الواقع المعيشي المتراجع بشدة وتجاوز أكثر من نصف اللبنانيين خط الفقر، والجماعة تدعو الى جميع هذه العناوين الإصلاحية كما إنها من أوائل من طرح موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي تؤمن منعة لبنان وتوازن الرعب مع العدو الصهيوني من خلال قرار مشترك بين اللبنانيين من خلال دولتهم ومن خلال الإستفادة من قدرات وخبرات جميع المقاومات تحت ظل هذا القرار.
والجماعة إذ تتفق أيضاً مع طرح تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية الجارية حوله، ولكنها لا تتفق مع طرح الحياد المطلق الذي يشمل الصراع مع العدو الصهيوني الذي يشكل خطراً دائماً على لبنان ودول المنطقة وبالتالي لا يمكن تبني موقف الحياد تجاه الصراع مع هذا التهديد، من هنا أهمية تكامل طرح التحييد مع الاستراتيجية الدفاعية الذي يحتاج أن يطلق حوله حوار وطني يحوله لنقطة التقاء بين اللبنانيين بدل أن يكون نقطة اختلاف.


٢- هل تتخوف الجماعة الاسلامية على الكيان اللبناني في ظل الظروف الراهنة؟
لا شك أن لبنان ينحدر بشدة في طريق الإنهيار نتيجة انعدام المسؤولية لدى الجزء الأكبر من الطبقة السياسية والتي تنقسم بين من يقدّم الأنانيات الذاتية، ومن يراهن على تغيرات خارجية، ومن يعتبر أن موقع لبنان هو أن يكون جزءاً من معارك الآخرين، وجميع هؤلاء ليس لديهم مشكلة في ممارسة التعطيل والمراوحة التي لا يحتملهما الواقع اللبناني المتدهور.
ومما لا شك فيه أن المخاطر تزداد كلما اقترب الوضع من الإرتطام بالقعر، بما في ذلك المخاطر على الكيان اللبناني، خاصةً بوجود الأنانيات الذاتية والولاءات الخارجية، إذ تسعى في هذه الحالة مختلف المشاريع الخارجية لتوظيف الإنحدار اللبناني لخدمة مشاريعها.
من هنا أهمية تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية من خلال التسريع في تشكيل حكومة تقوم بالتركيز على فرملة الإنحدار الإقتصادي، وإطلاق حوار وطني شامل يضم مختلف شرائح المجتمع اللبناني للخروج بالواقع اللبناني من عنق الزجاجة والإتفاق على العودة للأصول والقواعد الدستورية في معالجة الخلافات السياسية.


٣- هل ترى الجماعة الاسلامية من بوادر لتشكيل الحكومة قريباً؟
وهل أصبحت الأجواء الاقليمية جاهزة للتأليف؟
وبماذا تنصحون الرئيس المكلف بالاستقالة او الاستمرار حتى التأليف؟
لا يبدو في الأفق للأسف أي مؤشرات جدية على تغير في سلوك القوى السياسية اللبنانية، وانتظار المتغيرات الخارجية للإستفادة منها في ميزان القوى الداخلي رهان خطير إذ أن المتغيرات لا تزال متأخرة، وهي في الوقت نفسه مجهولة الأبعاد وغير مضمونة النتائج.
لعل المشهد الذي جرى في بكركي يدفع عدد من القوى السياسية لمراجعة حساباتها والقلق الجدي من الإنفجار الكبير الذي قد يحصل والذي كان تجمّع بكركي نموذجاً مصغراً عنه.
وفيما يتعلّق باستمرار الرئيس الحريري بالتكليف، المشكلة الاساسية كانت بالإتفاق الرئاسي الذي كان عبارة عن محاصصة بين أطرافه، ولكن اليوم أمام إصرار الرئيس الحريري على العودة للأصول الدستورية، وإعلانه التمسك بحكومة مهمة تعمل على القيام بالإصلاحات، لا أرى من مصلحة في تراجع الرئيس الحريري عن موقفه وعن استمراره في محاولة تشكيل حكومة وفق المعايير التي أعلن عنها.


4- الأزمة الاقتصادي تتفاقم كل يوم وتزيد الأعباء على كاهل المواطنين، هل تجدون بأن ثورة جديدة ستنطلق قريباً؟
وهل باستطاعة الحكومة الحالية التخفيف من هذه الأزمة؟
لا شك أن تفاقم الوضع المعيشي ووطأته على الناس ينذر بعودة تحركات الناس نتيجة إحساسها بالجوع والخوف على مستقبل أولادها، ولكننا نشهد بالمقابل سعي عند مختلف الفرقاء السياسيين الى رفع الشعارات والمتاريس الطائفية لإلهاء المواطنين وإشغالهم عن الخروج في وجههم، وبالتالي نحن اليوم أمام صراع بين الحس المذهبي الذي يعمل عليه السياسيون والوعي الجامع للمواطنين بأزمتهم وضرورة التغيير الجذري بطريقة إدارة شؤون البلاد وانطلاق قطار الإصلاحات.