اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية والنائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّه منذ اطلاق المبادرة الفرنسية كان هناك من يريد التسلّق عليها لتعويم نفسه، مشيراً إلى تعدد الجهات المتدخلة في تشكيل الحكومة وتضارب مصالحها ومطالبها الأمر الذي أدى إلى نسف كل معايير حكومة الاختصاص والمداورة. وشدّد الحوت على أنّنا اليوم في مرحلة مرواحة طويلة مستبعداً تشكيل الحكومة في الوقت القريب، وقال "إنّ الأطراف التي تريد تشكيل الحكومة، تسعى إلى حكومة تفيد أطراف الصراع الاقليمي الدولي الحاصل، وإلا تأجيل التشكيل بانتظار وضوح المسار الدولي الإقليمي.

ورأى الحوت أنّ المشكلة اليوم تكمن في استقواء القوى السياسية اللبنانية على بعضها بالدعم الدولي والاقليمي وهو ما حوّل لبنان إلى ساحة انعكاس للصراع أو التفاوض، لافتاً إلى أنّ الادارة الأمريكية الحالية مستمرة حتى كانون الثاني من العام المقبل، محذرأ من استمرار موجة التصعيد وانعكاسها على لبنان وتشكيل حكومته أيضاً، مما يستبعد تشكيل الحكومة حالياً لحين اتضاح صورة المشهد الأمريكي.

وأسف الحوت لممارسات الأحزاب التي ما زالت تسعى لتعويم نفسها بالرغم من انهيار البلد، وقال إنّ هذا الأمر يستدعي تحركاً شعبياً حقيقياً بوجه السلطة ليلزمها بتشكيل حكومة اختصاصيين حتى تتعامل مع الأزمة الحقيقية بعيداً عن مصالح الأحزاب وأنانيتهم.

على صعيد آخر، أكّد الحوت أنّ الإقفال العام أصبح ضرورة ولم يعد ترفاً في النقاش في ظل ارتفاع اصابات كورونا بشكل عام، وازديادها في الجسم الطبي بشكل خاص، متخوّفاً من الوصول إلى عدم قدرة المستشفيات على استقبال المرضى ومعالجتهم بالإضافة إلى صعوبة إيجاد أسرّة اذا ما استمر الوضع على حاله، ودعا الحوت الدولة إلى التشدد في تطبيق هذا الاقفال، كما طلب من المواطنيين أن يعوا خطورة المرحلة ويتجاوبوا مع هذا الاقفال المؤقت من أجل تخطي هذه المرحلة والعودة إلى الحياة الطبيعية.