الحوت لـ"إذاعة الفجر": الجماعة تدعو إلى حكومة مصغّرة من أصحاب الاختصاص والكفاءات والى برنامج إصلاحي واضح

الإثنين 7 أيلول 2020

Depositphotos_3381924_original

استغرب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان النائب السابق الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر" عودة الطبقة السياسية إلى منطق المحاصصة والمداورة على الحقائب من جديد بدل أن تسعى إلى تسهيل عملية تشكيل الحكومة في ظل الظروف التي يمر بها البلد، مشدّداً على أنّ هذه التصرفات تدلّ على عدم أهلية هذه الطبقة في إدارة الأزمة التي أوقعت فيها البلاد، وأكّد على أنّ الجماعة تدعو إلى حكومة مصغّرة من أصحاب الاختصاص والكفاءات وأن يكونوا مستقلين في أدائهم عن املاءات الزعماء ورؤساء الأحزاب للتمكّن من إنقاذ البلد.

وقال الحوت "إنّ موقف الجماعة منذ البداية كان مرتبطاً بطريقة التكليف التي تتجاوز الدستور واتفاق الطائف والمصلحة اللبنانية بالدرجة الأولى"، لكنّه أشار إلى أنّ موقف الجماعة من الحكومة اليوم مرتبط بطريقة تشكيلها أولاً وببرنامجها ونسبة الإنجاز ثانياً، موضحاً أنّ الجماعة تطالب بإصلاحات سريعة ولجم الهدر والفساد وتأمين استقلال القضاء، إضافة إلى ضرورة إنقاذ الوضع الإقتصادي والمعيشي، والإسراع في إعادة إعمار بيروت ومحاسبة المتسببين بانفجار المرفأ، كما تطالب الجماعة بالتحضير لانتخابات نيابية جديدة وتحييد لبنان عن صراعات المحاور الإقليمية والدولية، وإعادة وصل ما انقطع من علاقاته الخارجية.

وأبدى الحوت خشيته من أن تتعامل القوى السياسية مع الحكومة الجديدة على أنّها جاءت لتعويمها بعد أن أصبحت مهشّمة على المستوى الشعبي وحضورها بين الناس، مشيراً إلى أنّ بعض القوى السياسية أيضاً تتعامل مع هذه الحكومة على أنّها وسيلة لتمرير الوقت بانتظار انتخابات الرئاسة الأمريكية، معبّراً عن تخوّفه من المماطلة في عملية التشكيل لمدة طويلة.

وحول زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" إلى لبنان ولقاء قيادة الجماعة، قال الحوت "إنّ مشاهد استقبال هنية على المستوى الشعبي تؤكّد على موقع القضية الفلسطينية الجامع للشعوب وأنّها لا تزال حية ونابضة في قلب شعوب الأمة التي تعمل بكل طاقاتها لتحرير فلسطين"، وأوضح أنّ اللقاء المشترك بين قيادتي الجماعة وحماس طبيعي جداً بين أبناء القضية الواحدة، وكشف أنّه تم خلال اللقاء التأكيد على رفض التوطين والتهجير وأي طرح لوطن بديل للشعب الفلسطيني غير فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى الإصرار المشترك على حق العودة الى الداخل الفلسطيني، كما أكّد الطرفان على أهمية الوحدة الفلسطينية في مواجهة التطبيع المرفوض على مستوى الشعوب، وتم الاتفاق على السعي المشترك لتحقيق العيش الكريم للاجئ الفلسطيني في ظل كل الضغوطات المعيشية والحياتية التي يعيشها في الساحة اللبنانية.

واعتبر الحوت أنّ الشعوب العربية مطالبة اليوم أن تضغط على زعمائها وقيادات دولها لرفض أي تطبيع مع العدو الصهيوني، وتعبّر عن رفضها لهذه الخيانة للقضية الفلسطينية وعدم تقبّل كل هذه المحاولات.