الحوت لـ إذاعة الفجر:هناك من يريد أن يحوّل المعركة من وجه الفساد الى معركة صراعات نفوذ حتى يستمر في ممارسته للفساد والمحاصصة

الإثنين 13 تموز 2020

Depositphotos_3381924_original

قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت في حديث الى إذاعة الفجر: إن ارتفاع أعداد المصابين بكورونا هو نتيجة لتساهل اللبنانيين في الإجراءات الوقائية خاصةً بين يدي فتح المطار وعودة المغتربين. خيار إقفال البلد من جديد هو خيار سيء في ظل الأزمة الاقتصادية وقد تخلّت عن هذا الخيار معظم دول العالم نظراً لانعكاساته السلبية على الاقتصاد.
الحل الواقعي والمنطقي هو سلسلة إجراءات أهمها:
- تشديد الإجراءات على المطار ومعاقبة أي متساهل فيها.
- تكثيف حملات التوعية حول الإجراءات الوقائية.
- تفعيل إستخدام مراكز العزل واللجوء للعزل الإلزامي وليس الاختياري للمشتبه بإصابتهم بالكورونا بانتظار التأكد من ذلك.
- تشديد العقوبة على المخالفين عن عمد للإجراءات الوقائية.

وحول المراوحة على المستويين الاقتصادي والسياسي دون أفق للحلول اعتبر الحوت أن هذه المراوحة هي نتيجة ثلاثة عوامل أساسية:
- غياب إدارة موحدة للبلد تقوم بإدارة الأزمة برؤية موحدة، فما زالت الحكومة تتخبط بأرقام الدين بعيداً عن معالجات حقيقية لهذا الدين وأسبابه، فلا يوجد أي اجراءات إصلاحية حقيقية.
- استمرار الأحزاب المتشاركة بالسلطة بنمط المحاصصة والكيدية وتصفية الحسابات ومن ذلك جميع التعيينات التي تمت، وطريقة التعامل مع ملف الفيول التي أدّت الى غرق لبنان بالعتمة.
- تخوّف الطبقة السياسية من التدقيق بالحسابات وعرقلتها حتى لا تنكشف ممارساتها الفاسدة طيلة السنوات الماضية، ويتساوى في هذا الخوف من هو في الحكومة الحالية ومن هو خارجها.
ومن الواضح أن أطراف الطبقة السياسية يلعبون لعبة عامل الوقت بانتظار انتخابات الرئاسة الأمريكية ومعرفة من هو حاكم البيت الأبيض الجديد وبالتالي شكل التسوية الأمريكية - الإيرانية وانعكاساتها على ميزان القوى بين أطراف هذه الطبقة السياسية.

وحول محاولات شيطنة بعض المناطق لا سيما طرابلس رأى الحوت أن هناك متضررين كثر يبدو من مشهد تحرك الناس في ١٧ تشرين بعيداً عن البعد الطائفي والمذهبي والمناطقي والحزبي، ومن تسمية طرابلس بـ "عروس الثورة" مثلاً، فأرادوا أن يشوهوا الصورة لأسباب متعددة:
- فمن هؤلاء من يريد أن يحوّل المعركة من وجه الفساد الى معركة صراعات نفوذ حتى يستمر في ممارسته للفساد والمحاصصة.
- ومنهم من يريد أن يصرف التركيز عن تقديمه أولوياته الإقليمية على أولوياته الداخلية وانعكاسات ذلك على واقع الأزمة اللبنانية.
- وهناك على مستوى الأنظمة في المنطقة من يشعر بأنه متضرر من أي تحرّك شعبي نحو الإصلاح والتحرر من سلطة الطبقة السياسية الحاكمة فيسعى الى اختلاق صراعات داخلية بينية لوقف هذه التحركات الشعبية الإصلاحية.
الرد على كل هؤلاء يكون:
- بالتمسّك بالمطالب المحقة الجامعة لكل اللبنانيين.
- الإصرار على خطوات إصلاحيّة جديّة.
- تنظيم انتخابات تتيح فرصة تغيير ولو جزئي على مستوى السلطة.
- رفض استخدام لبنان كورقة في الصراعات الدولية - الاقليمية وتحييده عن كل هذه الصراعات ما عدا الصراع مع العدو الصهيوني.
- عدم الاستجابة الى من يريد إشغال الناس بصراعات نفوذ على مستوى المناطق أو تحويل الصراع الى صراع طائفي أو مذهبي بينما هو في حقيقته صراع حريات ومطالب محقة.