الحوت لـ إذاعة الفجر : المطلوب من حزب الله أن ينسحب الى لبنان لنعمل جميعاً على تحييد لبنان وتأمين مصالح اللبنانيين ومواجهة صفقة القرن

الإثنين 6 تموز 2020

Depositphotos_3381924_original

قال رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت في حديث لـ إذاعة الفجر أنه كان هناك طرح لتطيير الحكومة كاملة مع رئيسها ثم تراجع الطرح لتغيير خمسة وزراء في محاولة لتخفيف الاحتقان الشعبي واعطاء اشارة ايجابية للخارج، ولكن رفض حزب الله لهذا الطرح الذي يمكن أن يضعف من دوره في إدارة البلد وتمسكه بهذه الحكومة على مبدأ لكم تحاصصكم ولي رسم سياسات البلد، خاصةً وأن الحكومة تؤمن الغطاء للحزب وتتيح له فرصة الرهان على الوقت بانتظار التسوية الأميركية - الايرانية التي تنتظر الانتخابات الامريكية.

وأشار الحوت إلى أن الجماعة ليس لديها أي مشكلة مع التغيير الحكومي ولكنها ترفض حالة الفراغ الكامل، مشيرا أيضاً الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون تحوّل اليوم الى خصم بدلا من أن يكون حكماً بين الفرقاء.

وحول ما جرى الحديث عنه من عودة الرئيس الحريري، أوضح الحوت أن الأسماء ليست مهمة اليوم، فلا الرئيس الحريري ولا غيره يملك بشخصه أن يعود أو أن يحل الأزمة، الموضوع يأتي في سياق دولي - اقليمي بامتياز.

ورأى الحوت بالمقابل أن أي محاولة لإلغاء حزب الله غير ممكن لأنه يمثل ثلث الشعب اللبناني، ومن غير الممكن تهميش ثلث الشعب. لكن المشكلة أن الحزب يتعامل مع لبنان على انه ورقة تفاوض، ولا مشلكة لديه من أن تطول الأزمة لدى كل اللبنانيين مقابل تسهيل انجاز التسوية بين الايرانيين والأمريكيين.

واعتبر الحوت أن المطلوب من حزب الله أن ينسحب الى لبنان ليجنب لبنان انعكاسات صراع المحاور ولنعمل معاً جميعاً على تأمين مصلحة لبنان واللبنانيين، وعلى تفويت الفرصة على الإدارة الأمريكية من فرض صفقة القرن وغيرها من المشاريع المشابهة.

ورأى الحوت أن الحكومة تثبت يوما بعد يوم أنها غير قادرة على استعادة ثقة الشعب فيها نتيجة غياب الانجازات والاجراءات الفعالة، وفي ظل استمرار منهج المحاصصة ومن بينه تعيينات مجلس إدارة الكهرباء المطروحة على جدول اعمال الجلسة القادمة والتي ضربت بكل آليات التعيين ومن بينها الآلية التي أقرها مجلس النواب.

وأوضح الحوت إن الجماعة الاسلامية قدّمت ورقة اقتصادية للأطراف المعنية من مجموعات الحراك ورئيس وأعضلء المجلس النيابي وجلس الوزراء، تحدثت عن شقين شق اجراءات الصمود لغاية نهاية 2020 وشق اصلاحي، لكن للأسف لم نر أي تجاوب أو اجراء علاجي حقيقي، ولزداد الجوع، بل على العكس من ذلك وجدنا أنهم من أجل تصفية حسابات سياسية مثلاً تركوا البلد بدون فيول وبدون كهرباء، وبالتالي لا مجال للخروج من الازمة الا بتغيير على مستوى هذه المجموعة الحاكمة.

ورداً على سؤال حول ازدياد التوترات في المناطق "السنية" اعتبر الحوت أن البعض يظن أن هذه الساحة مفتوحة نظراً لغياب قيادة لها، لتوجيه الرسائل وتسجيل النقاط في إطار الصراعات المحلية او الاقليمية - الدولية، وهؤلاء يظنون أن النار اذا لا قدّر الله اشتعلت في مكان فباقي المناطق ستكون بمأمن، وهذا غير صحيح ولا يظنن أحد أنه يستطيع أن يحصر الصراعات في ساحة واحدة.

وقال إن الجماعة الإسلامية قرارها أن لا تعمل منفردة بل بالعمل بالشراكة مع الآخرين، ونحن نعمل على شبكات أمان مناطقية للمساهمة في حفظ الاستقرار  وتخفيف أضرار الأزمة على المواطنين، بالشراكة مع كل الفعاليات والمخلصين. كما كانت الجماعة وضعت سابقاً مبادرة بين مفتي الجمهورية للمّ الساحة السنّية في إطار مجلس تشاوري يؤمن الحضور ويشكل منطلق ايجابي ومتوازن للبعد الوطني ولكن المبادرة لم تنطلق حتى الآن.