الحوت لـ"إذاعة الفجر": السلطة سعت لبث الشائعات لحرف مسار الحراك وإذا استمر السياسيون بشحن جماهيرهم سنكون أمام مشهد مقلق

الإثنين 8 حزيران 2020

Depositphotos_3381924_original

اعتبر رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ ما جرى يوم السبت خطير وكان يمكن أن يتفلت من السيطرة عليه، مشيراً إلى وجود حالة قلق عند القوى المتشاركة في السلطة من الحراك المطلبي الشعبي، واتهمها ببث الشائعات واستخدام الأساليب الأمنية والتخويف لمواجهة هذا الحراك، في إشارة إلى زج موضوع سلاح المقاومة والقرار 1559 ضمن مطالب الحراك، واصطناع عدد من الصدامات المحلية، ومن ثمّ استهداف الرموز الدينية والكلام المسيء للسيدة عائشة (رضي الله عنها).
وأكد الحوت أنّ المطلوب اليوم الخروج من الشحن الطائفي والمذهبي لمواجهة هذه الإستحقاقات السياسية، مشدّداً على أنّ إصدار بيانات الشجب والإدانة من الفرقاء وحدها لا تكفي وانّما المطلوب اجراءات ميدانية تمنع تكرار مثل هذه الأعمال الإستفزازية التي اعتبرها مقصودة لحرف الأنظار عن الحراك المطلبي في وجه الفساد باتجاه الخوف من المواجهات الطائفية والمذهبية.
ورأى الحوت أنّ البلد اليوم تجاوز أزمة الأحد لكنّه استدرك قائلاً "إذا وعى السياسيون الدرب وتوقفوا عن شحن الجماهير نكون قد تجاوزنا قطوع الفتنة فعلياً، أمّا إذا أصر السياسيون على استغلال جماهيرهم وشحنها طائفياً فإننا سنكون أمام مشهد مقلق".
على صعيد آخر، أوضح الحوت أنّ الواقع الذي يعيشه البلد لا يمكن التعامل معه بهذه البرودة على مستوى الأداء الحكومي الإجمالي، مؤكداً أنّ المطلوب الآن اجراءات اصلاحية سريعة على مستوى استقلال القضاء، وقف الهدر والفساد، واسترداد الأموال المنهوبة وغيرها، للحد من التدهور و الإنهيار الاقتصادي، أما على المستوى السياسي فالبلد بحاجة إلى إعادة انتاج سلطة جديدة من خلال انتخابات نيابية على أساس قانون جديد وعادل ونزيه، مشدداً على أنّ هذين المسارين متوازيان وينبغي الاستعجال في تحقيقهما للخروج من النفق الذي نحن فيه.