الجماعة الإسلامية في طرابلس تدعو إلى التعامل بروّيّة مع المتظاهرين واستيعاب مطالبهم المحقّة بشكل عاجل

الأربعاء 29 نيسان 2020

Depositphotos_3381924_original

صدر عن الجماعة الإسلامية في طرابلس والشمال البيان الآتي :

لا شكّ أنّ الوضع الاقتصاديّ لم يعد خافياً على أحد، فالغلاء دفع الناس في طرابلس إلى النزول إلى الشارع ناسين جائحة الكورونا وأخطارها، فالموت جوعاً أصعب عند الناس من الموت ب "الكورونا".
لقد خرج المتظاهرون ليعبّروا عن مأساتهم ويعترضوا على استهتار الحكومة بأوضاع الشعب الفقير الذي ما برح يعاني قبل الوباء وبعده.
غير أنّ التعامل مع طرابلس دائماً ليس كباقي المناطق - إذ يجوز في حقّها ما لا يجوز في حقّ غيرها" فالرصاص الحيّ والتعامل الخشن والقوّة المفرطة تطال المتظاهرين دون مراعاة لشهر رمضان المبارك أو للأسباب القاهرة التي دفعت الناس للخروج إلى الشارع.
إن الجماعة الإسلاميّة في طرابلس والشمال إذ تدين تسلّل "مندسين" إلى صفوف المتظاهرين ليحرقوا مؤسسات خاصة ويعتدوا على الأملاك العامّة من دون أن يحقّق ذلك مصلحة للمواطنين أو يحجب فقراً أو يساعد محتاجاً، لا يفوتها أن تستنكر استخدام القوى الأمنيّة القوّة المفرطة والرصاص الحيّ في وجه المتظاهرين ممّا يفاقم الأزمة ويقيم حاجزاً نفسياً بين المتظاهرين وبين القوى الأمنية التي يُفترض بها أن تحرص على المواطنين وتعمل على تحقيق أمنهم ومصالحهم.
لذلك، فإنّ الجماعة الإسلامية في طرابلس تدعو الحكومة والجهات الأمنيّة إلى التعامل بحكمة ورويّة مع المتظاهرين في المدينة، وتشدّد على ضرورة استيعاب مطالبهم المحقّة، والتعامل معهم بطريقة حضاريّة لائقة؛ وهم قادرون بلا شكّ على معرفة المندسّين ومن أرسلهم .
كما تدعو المتظاهرين إلى عدم الاعتداء لا على الأملاك الخاصّة ولا على المرافق العامة التي هي ملك الشعب، كما تدعوهم إلى عدم الانزلاق إلى المواجهة مع القوى الأمنية مهما حصل .
نسأل الله تعالى أن يرحم الثائر الشهيد فواز السمان الذي قضى بسبب فورة الشعب الذي يموت جوعاً وقهراً في هذا البلد ، كما نسأله تعالى الشفاء العاجل للجرحى المدنيين والعسكريين .
حمى الله بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

الثلاثاء ٢٨ نيسان ٢٠٢٠