رأى المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في البقاع الأستاذ علي أبو ياسين في حديث لـ"إذاعة الفجر"، أنّ شهراً ونيف لتشكيل الحكومة بالنسبة لتشكيل الحكومات السابقة قليل، ولكن في وقت متأزم مثل الذي يعيشه لبنان فهو طويل جداً، مستغرباً عودة القوى السياسية التي شكّلت الحكومة إلى منطق المحاصصة والمكاسب الشخصية، مشيراً إلى أنّ رفع عدد الوزراء إلى عشرين في الوضع الحالي من أجل إرضاء هذا الفريق أو ذاك غير مقبول أبداً، وأكد أبو ياسين أنّ المطلوب اليوم من هذه الحكومة أن تقوم بعملية إدارة الأزمة وتخفيف الأضرار الناجمة عن ممارسات السياسيين في الحقبات السابقة، مشدداً على أنّها والفريق الذي شكلها أمام محك حقيقي هو ضرورة إنقاذ البلد من التداعيات التي تحصل في كافة القطاعات التي تشكو وتئن من عملية الضائقة الاقتصادية الحاصلة، مشيراً إلى أنّ الناس تنتظر من هذه الحكومة خطوات سريعة لأنّ الوضع لم يعد يحتمل الانتظار، وأشار أبو ياسين إلى أنّ استمرار الانتفاضة مطلوب جداً في هذا الوقت، ولابد لها أن تلعب دور المراقب والمحاسب.

ورأى أبو ياسين أنّ الأهم من أن تنال هذه الحكومة ثقة مجلس النواب هو أن تأخذ ثقة المواطنين والشارع اللبناني، لأنّها اذا لم تقدّم اصلاحات وانجازات حقيقية توقف الإنهيار الحاصل فإنّها ستلقى مصير سابقاتها، وبالتالي التحدي الأهم أمامها هو كسب ثقة الشارع اللبناني، وأوضح ابو ياسين أنّ المجتمع الدولي منذ فترة بعيدة يطالب بوقف الفساد في لبنان والقيام باصلاحات حقيقية، مشددا على أن أيّ هبات قروض جديدة مرتبطة حتماً بهذه الاصلاحات، وبالتالي فإنّ ثقته مرتبطة بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

وشدد أبو ياسين على أنّ المطلوب من رئيس الحكومة أن يمارس صلاحياته على أكمل وجه، وسيُحاسب على هذا الأمر من قبل الناس، مؤكداً على أنّ الحكومة يجب أن تكون مستقلة في رأيها وقراراها باعتبارها القيادة السياسية للبلد، ومشيراً إلى أنّها لا بد من أن تضع أجندة واضحة بعيداً عن التدخلات والضغوطات السياسية.