حرية التعبير تشكل جزءاً أساسياً من هوية لبنان التي إن مسّت، يفقد وطننا جوهراً أساسياً من أسباب وجوده، لذلك نص الدستور اللبناني على حماية هذا الحق.

والمستجد المقلق أن البعض يريد إعادتنا لممارسات كمّ الأفواه وليّ عنق القوانين المرعية الإجراء. ولم يتوقع اللبنانيون أن يجدوا أنفسهم مضطرين من جديد للنضال من أجل الحفاظ على حرية التعبير وإبداء الرأي وحرية الصحافة، بعد أن أصبح توجيه الانتقاد لشخصيات سياسية أو عامة تهمة يتعرّض من يقوم بها لضغوط متنوعة.

إن كرامة أي مسؤول وقوته الحقيقية هي ثقته بنفسه وإنجازاته التي تدافع عنه، وليس الخوف من الكلمة والرأي المخالف، وما نشهده أخيراً من سلسلة إحالات للقضاء لإعلاميين ونشطاء، ومنها أخيراً صحيفة "نداء الوطن"، ينذر بتحول تدريجي للبلاد من دولة ديموقراطية الى دولة أمنية بوليسية وهذا يضر بصورة لبنان.

قد تتفق أو تختلف مع عنوان أو مضمون المقال موضوع الملاحقة، ولكن لا يمكن أن تختلف أن من حق أي مواطن، وليس فقط الصحافي، أن يعبر عن رأيه السياسي بحرية ومن دون أي ضغوط وأن الدولة التي تلتف على القانون ليستدعى الصحافيون أمام المباحث الجنائية والأجهزة الأمنية بدلاً من محكمة المطبوعات لكن من دون مادة جزائية، هي سلطة تنحر نفسها من خلال فقدان مصداقيتها واحترامها أمام المواطنين.

ختاماً، الديموقراطية وحرية الرأي صنوان لا يفترقان، من هنا كان إنكار ما يحصل مع صحيفة "نداء الوطن"، ليس مجرد تضامن مع صحيفة وإنما دفاعاً عن أغلى مقومات وجود بلدنا الحبيب لبنان: الحرية والديموقراطية.

 *النائب السابق
 رئيس المكتب السياسي للجماعة الاسلامية

https://www.nidaalwatan.com/article/5691-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%84-%D8%AC%D8%B2%D8%A1%D8%A7-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%A5%D9%86-%D9%85%D8%B3%D8%AA-%D9%8A%D9%81%D9%82%D8%AF-%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%86%D8%A7-%D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7