أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان: خطاب عون فئوي يدمر التركيبة اللبنانية

الخميس 5 أيلول 2019

Depositphotos_3381924_original

عزام الأيوبي أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان تحدث بمقابلة خاصة مع "وكالة أنباء تركيا"

قال الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي، إن “تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون جاءت صادمة لفريق كبير جداً في الساحة اللبنانية، خاصة إذا ما تحدثنا عن الجهة التي صدرت منها هذه التصريحات، والمناسبة التي صدرت فيها وصيغتها”.

كلام الأيوبي جاء في مقابلة خاصة مع “وكالة أنباء تركيا” في معرض الردود على التصريحات التي أدلى بها ميشال عون تجاه الدولة العثمانية، واصفاً إياها بـ “الدولة الإرهابية”، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس دولة “لبنان الكبير”.

وأضاف الأيوبي أن “العلاقات بين لبنان ودول الجوار متشعبة وكثيرة جداً، والموقف من التاريخ اللبناني العميق جداً، أيضا متشعب، نظراً لتشعب الفئات اللبنانية وتكويناتها، لكن أن يأتي هذا التصريح من رأس الدولة هو أمر خطير جداً، خاصة وأن المناسبة التي صرح بها بهذه التصريحات يجب أن تكون (جامعة لكل اللبنانين) في ذكرى تأسيس لبنان الكبير”.

ولفت إلى أن “موقف الجماعة الإسلامية من هذه التصريحات واضح جداً، وهو رفض هذه التصريحات برمتها”.

مضيفاً أن “لبنان قام على تفاهم بين مكونات متعددة، هذا التفاهم لا ينبغي أن يخرق بأي لحظة من اللحظات، وإلا الكيان اللبناني كله مهدد برمته، وهو ما لا نريده، لأن الأثمان التي من الممكن أن يدفعها اللبنانيون كبيرة جدا”.

وأشار إلى أن “طبيعة تصريحات الفريق السياسي (التيار الوطني الحر) هي تصريحات استفزازية جداً”، وأضاف “تصريحات هذا الفريق باستمرار تصب في إطار استفزاز الساحة (السنية) في لبنان، التي تشكل فريقاً كبيراً وأساسياً”.

وتابع “تصريحات رئيس الجمهورية هي تصريحات فئوية، وهو خرج في هذا التصريح عن كونه (أباً) لكل اللبنانين، ومعبراً عن التوجهات الجامعة للبنانيين، ليجعل نفسه رئيسا لفئة صغيرة في الساحة اللبنانية”.

وأضاف “تاريخ الدولة العثمانية الناصع، لا يمثل فقط فئة صغيرة في لبنان، بل يمثل كثيراً من اللبنانين”.

وقارن الأيوبي في تصريحاته بين ما كان عليه لبنان أيام الدولة العثمانية، وما هو عليه اليوم قائلا إن “ما تشهده الدولة اللبنانية في سنواتها الاخيرة من التراجع والإنزلاق إلى أشكال كثيرة من التخلف، لا يمكن أن يقارن بما شهده لبنان من حضارة وتقدم في فترات الخلافة العثمانية”.

وأضاف رداً على تصريحات وزير الدفاع اللبناني إلياس بوصعب ضد الدولة العثمانية أثناء تواجده في دار الفتوى اللبنانية أنه “تصريح معيب بمضمونه وبحق من صدر منه”، متابعاً “لو كنت مكان مفتي الجمهورية لكنت أصدرت موقفاً قاسياً بحقه، ولمنعته من دخول عتبة دار الفتوى مرة أخرى”.

ولفت إلى أن “شريحة كبيرة من المسيحين في لبنان يعلمون أن هذا الأمر غير صحيح وغير معبر عنهم، وكل المنصفين في الساحة اللبنانية يدركون أن التاريخ اللبناني الناصع في فترة حكم الدولة العثمانية، لا يمثل كما ذكر الرئيس اللبناني فترة حكم جهة أجنبية، بل كانت هذه الدولة تمثل مجموعة من المكونات، ولبنان كان جزءاً أصيلاً منها، وكانت شريكاً في الحكم”.

وأضاف أن “لبنان خلال الفترة الأخيرة، تحديداً بعد فترة اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، تشهد حالة متصاعدة من التموضع والاحتقان المذهبي، وهذا الأمر سببه خطابات ومحاولات لزعماء في الساحة اللبنانية، باستثمار الشعور الطائفي من أجل عملية تثبيت نفوذ واستعادة صلاحيات موهومة للبعض داخل التركيبة اللبنانية، هذه الحالة غير المسبوقة من التعبئة الطائفية، التي أخشى أن تأتي على التركيبة اللبنانية وتدمرها بشكل كلي”.