نعوة الأمين العام للجماعة الإسلامية الشهيد حسين فشيخ

الخميس 15 آب 2019

Depositphotos_3381924_original


 بسم الله الرّحْمن الرّحِيم

" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ"

بقلوب حزينة وأعين دامعة وأنفس راضية بقضاء الله نودع أخانا الحبيب الشهيد البطل حسين الفشيخ، الذي اختاره المولى عزّ وجلّ إلى جواره صبيحة عيد الأضحى المبارك ليكون رمزاً للتضحية الحقيقية التي بدأت من لدن سيدنا إبراهيم عليه السلام، التضحية التي يقدمها المؤمن قرباناً بين يدي المولى تبارك وتعالى، التضحية التي لا يتقبلها الله سبحانه ولا يختار لها إلا المتقين.

أيُّها الإخوان

إعلموا أن أخاكم حسين قد جسّد مبادئ دعوتكم في مسيرة حياته القصيرة، في حين قد يعجز البعض مع ما يؤتى من طول عُمرٍ وكثرة عملٍ أن يجسّدها. فكان مثالاً يُحتذى ونموذجاً نرفع رؤوسنا به. فأعيدوا حساباتكم مجدداً ولتتذكروا أن دعوتكم إنّما قامت على مبدأ العطاء وإنكار الذات، حيث نجوع ليشبع الناس ونسهر لينام الناس ونتعب ليرتاح الناس ونموت ليحيى الناس، واعلموا أن هذه القيم السامية لا تستطيع حملها إلا النفوس العظيمة التي اختارها الله واصطفاها من بين عباده، فشمّروا وجِدّوا حتى تكونوا منهم.

أما أنت أيها الشهيد البطل

فقد عرفناك منذ أيامك الأولى في هذه الدعوة متميزاً عن أقرانك، بروحك السَّمْحة التي لا تعرف إلا الحب، وبطلَّتك البهيّة التي لا تفارقها الإبتسامة، وبتفكيرك العمليّ الذي لا يعرف اليأس ولا المستحيل، وبانفتاحك الذي لا تقيّده حدود الإنتماءات، وبإنسانيّتك التي ترفعك إلى أعلى مراتب التواضع، فكنت بحقٍّ نموذجاً للشباب الذين نعمل على إعدادهم لمسيرة التغيير.
لقد خرجت من وطنك بعد أن ضاقت عليك السبل لتأمين حياة كريمة ولائقة وهذا شأن أغلب شباب لبنان، لكنك تعود اليوم لا كما يعود الآخرون بمحصلة مالية يستعينون بها على إكمال مسيرة حياتهم في وطنهم، تعود اليوم شهيدا بحجم الوطن وبحجم الدعوة والقيم التي حملتها، فهنيئاً لك بهذه الخاتمة التي شهد لك فيها القريب والبعيد.

أيها الشهيد البطل

يحزنني كثيرا أنني لن أنال شرف استقبالك لدى عودتك إلى أرض الوطن الذي أحببته وأحببناه، وأني لن أنعم بإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جسدك الطاهر، حيث كتب الله لي في هذا العام تأدية فريضة الحج، لكن الأمل بالله أن يكون لقاؤنا الذي لا فراق بعده عند الحوض تحت راية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم مع الصحب والأحباب.

أخي حسين طِبْتَ حيّاً وطِبْتَ مَيْتاً، واللهَ أسأل أن يلهم أهلك وإخوانك الصبر والسلوان وأن يأجرهم على ألم الفراق، ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا إنا لله وإنا إليه راجعون.

من أرض مكة المكرمة مع صادق الدعاء أخوك المحب عزام الأيوبي.