الأمين العام للجماعة الاسلامية يزور السيد فضل الله

الأربعاء 19 تشرين الأول 2016

Depositphotos_3381924_original

 استقبل السيد علي فضل الله اليوم الثلاثاء 18/10/2016، الأمين العام لـ الجماعة الإسلامية الأستاذ عزام الأيوبي يرافقه عضو المكتب السياسي الأستاذ وائل نجم.

جرى عرض للعلاقة التي جمعت الطرفين سابقاً، من خلال العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله والشيخ الراحل فيصل المولوي، وكيفية تعزيزها، خصوصا في ظل الوضع الإسلامي الراهن، إضافة إلى التحديات التي تواجهها الساحة الإسلامية، والفتن والحروب التي تعصف بها.

واعتبر الأيوبي خلال اللقاء، أن الفتنة التي تعيشها الساحة الإسلامية لا تمثل الأصالة في واقعنا، ولكنها باتت تمثل تهديدا وجوديا، بفعل العصبية المذهبية والجهل، حيث بات من يقدم خطابا إسلاميا وحدويا محل اتهام، وكأنه يسير في خط تنازلي، أو يعاكس الواقع القائم، علما أن الصراعات التي نعانيها اليوم، إنما هي صراعات سياسية تلبس لبوسا دينيا، ولكنها في النهاية ناتجة من مشاريع سياسية، وبالتالي فإن ما نحتاج إليه هو المواجهة سويا، من خلال مد اليد لبعضنا البعض. كما أننا نحتاج إلى شركاء حتى من خارج الشارع الإسلامي، فالكل مهدد من التشدد المذهبي والديني.
وأكد أن المطلوب هو العمل لزيادة مساحات الحوار، والتأكيد للناس أن كل ما يحصل من ممارسات سلبية وخطاب منفر، ليس من ديننا ولا قيمنا، ولا مصلحة لنا فيه، مشيرا إلى أن كثرة الهموم الداخلية ينبغي ألا تصرفنا عن الأولويات، وعلى رأسها السلامة العامة وأمن الناس.

من جهته أكد فضل الله ضرورة العمل لبناء شبكة أمان إسلامية، إلى جانب شبكة الأمان الوطنية، مشددا على السعي المستمر للتحضير لعمل إسلامي مشترك وخطة عمل ميدانية، لإخراج الساحة من حالة الاشتباك السياسي والمذهبي، إلى الفضاء الوطني والإسلامي والإنساني العام، مشيرا إلى أن علينا ألا ننكفئ عندما نرى أن المشكلة كبيرة، وأن نراعي الظروف والمرحلة، وأن نسعى في الوقت عينه إلى تقديم النموذج الإسلامي الصافي والمعتدل.

وشدد على تربية قاعدة إسلامية مختلفة عن النمط الموجود، وألا ننساق إلى ما يصنع من خوف وخوف مضاد بأن أتباع هذا المذهب أو ذاك مهددون وجوديا، وأن نقفل الأبواب على هذا الخوف المخترع، وأن نعرف أن الكلمة الطيبة والخطاب المتوازن والطرح الوحدوي، سيكسب لاحقا، وإن كان أتباعه قليلين، في ظل هذا الوضع المعقد في المنطقة.
ودعا فضل الله إلى تعزيز المناخ الوحدوي والتواصلي، والبناء على كل النقاط الإيجابية، لأننا لسنا أمام جدار إسمنتي، بل نحن قادرون على اختراق هذا الجدار، وإن كانت المسألة تحتاج إلى صبر ونفس طويل في العمل.