«الجماعة» تستعد لمؤتمرها العام: ترتيب الساحة الإسلامية

الخميس 29 أيلول 2016

Depositphotos_3381924_original

 http://assafir.com/Article/8/511688

تواصل قيادة «الجماعة الإسلامية» تحضيراتها لعقد مؤتمرها العام في تشرين الثاني المقبل والذي سيبحث دور «الجماعة» في المرحلة المقبلة والرؤية السياسية المستقبلية تجاه الأوضاع في لبنان والمنطقة.
وللمرة الأولى في تاريخ «الجماعة» سيكون المؤتمر في بعض جلساته مفتوحا لوسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية، إذ سيتاح للإعلاميين حضور هذه الجلسات والاطلاع على المناقشات الداخلية، حسب مصادر قيادية في «الجماعة».
وتضيف المصادر «ان المؤتمر سيشكل حدثا استثنائيا في تاريخ «الجماعة»، وسيختتم بإعلان المشروع السياسي المستقبلي للجماعة».
وتوضح المصادر أن «الجماعة» عملت خلال الأشهر الماضية، بعد انتخاب قيادتها الجديدة برئاسة الأمين العام عزام الأيوبي، على العمل في اتجاهات عدة منها:
أولا: ترتيب الأوضاع التنظيمية الداخلية وانتخاب أو اختيار القيادات الداخلية والتنظيمية وتوزيع المهام على مختلف الكوادر.
ثانيا: إعداد ورقة عمل لترتيب الساحة الإسلامية السنية، والتباحث حولها مع بعض القيادات الإسلامية والجهات المعنية، مع استكمال الجهد الذي كان قد بدأ مع القيادة السابقة من خلال عقد لقاء إسلامي تشاوري دوري يضم معظم الجمعيات والهيئات الإسلامية الناشطة في لبنان بهدف توحيد الرؤية ومواجهة التطرف والعنف والعمل لبلورة مشروع عمل مستقبلي.
ثالثا: التواصل مع القيادات والأحزاب المسيحية في لبنان بهدف إطلاعها على مواقف «الجماعة» ورفضها لكل أشكال العنف والتطرف، والبحث معها في كيفية الخروج من الأزمة القائمة.
رابعا: تعزيز العلاقة مع الجهات العسكرية والأمنية اللبنانية لبحث كل الملفات العالقة، وخصوصا الموقوفين الإسلاميين.
أما على صعيد العلاقة مع الساحة الشيعية، فتشير المصادر الى «أن العلاقة مع الرئيس نبيه بري و «أمل» قائمة ومستمرة وهناك تنسيق وتعاون دائمان، كما يوجد تواصل دائم مع السيد علي فضل الله، و«الجماعة» تشارك في نشاطات «ملتقى الأديان والثقافات للتنمية والحوار» الذي يشرف عليه فضل الله وهناك سعي لتطوير هذه العلاقة مستقبلا».
وفي شأن العلاقة مع «حزب الله»، توضح المصادر أنه «برغم الخلافات حول بعض الملفات، ومنها الملف السوري، تتواصل اللقاءات القيادية بعيدا عن الإعلام، وهناك رغبة متبادلة بتطوير العلاقة على ضوء التطورات التي حصلت في تركيا وفي ظل ما يجري في سوريا والحاجة لتشجيع الدعوة للحوار التي أطلقها السيد حسن نصرالله مع المجموعات الإسلامية المختلفة مع تأكيد استمرار العقبات التي تحول دون ذلك، وخصوصا مشاركة الحزب في الصراع في سوريا».
تحاول «الجماعة» إعادة ترتيب أوضاعها وتحديد خياراتها السياسية في ظل المتغيرات اللبنانية والعربية والإسلامية، ومنها ما يتعرض له «تيار المستقبل» من تراجع في الساحة السنية التي ستحتاج لمن يملأ الفراغ الحاصل مستقبلا.
هل تتجه «الجماعة» للتحالف مع الوزير أشرف ريفي في طرابلس والشمال أم أنها ستحافظ على علاقاتها المتوازنة مع كل الأطراف؟ وأي مشروع سياسي وفكري ستقدمه «الجماعة» في المرحلة المقبلة في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية؟ وهل ستكرر ما قامت به «حركة النهضة» في تونس من فصل للجانب الدعوي عن الجانب السياسي؟

قاسم قصير - السفير
29/9/2016