الجماعة الإسلامية تحيي "ذكرى الاسراء والمعراج" في كترمايا

الإثنين 8 نيسان 2019

Depositphotos_3381924_original

 حمدان: "لا يظننّ أحد ان الحصار والقهر والقصف يمكن ان يضعف عزيمتنا"

الايوبي: "يحاول البعض نسب الفساد في لبنان الى فئة محددة"

أحيت الجماعة الإسلامية ذكرى "الاسراء والمعراج" في خلية مسجد كترمايا، حضرها أمين عام الجماعة فضيلة الأستاذ عزام الايوبي، القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، منسق عام جبل لبنان الجنوبي في تيار المستقبل وليد سرحال، خضر صالح ممثلاً وكالة داخلي إقليم الخروب في الحزب الاشتراكي، رؤساء بلديات ومخاتير واندية وجمعيات وحشد من أبناء البلدة والجوار.

افتتح الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم للشيخ ايمن الأحمد، ثم القى امام مسجد كترمايا الشيخ احمد علاء الدين كلمة رحب فيها بالحضور، تلاها أناشيد من وحي المناسبة لفرقة الفجر للإنشاد الإسلامي.

حمدان

ثم القى القيادي في حركة حماس أسامة حمدان كلمة تحدث فيها عن "الاسراء والمعراج"، معدداً للعبر من تلك الرحلة للنبي محمد (ص)، وقال: "بما يتعلق بصفقة القرن، هي مشروع امريكي صهيوني لإعادة رسم خارطة طريق هذه المنطقة، ويظن عدونا ان الوقت قد حان لينتقل من حالة الحرب والرفض من قِبل أمّتنا، الى حالة يصبح فيها كياناً طبيعياً لأن البعض يطبّع معه او لأن البعض يفتح له الأبواب، او لأن البعض يظن ان بقاءه حياً في السلطة يرتبط بهذا الكيان الصهيوني"، معتبراً ان اول حلقة من حلقات رسم هذه المنطقة هي تصفية القضية الفلسطينية، مضيفاً "ان المشروع لا يتعلق بفلسطين وحدها، انما هو مشروع يعيد ترتيب أوضاع المنطقة وفق مصالح الكيان الصهيوني، تماماً كما حصل بعد الحرب العالمية الأولى يوم قسِّمنا دولاً وفق اتفاقية سايكس بيكو".

وتابع: "من يتوهمون انهم إذا قبلوا صفقة القرن، وأعطوا من ارض فلسطين ومن حقنا بفلسطين أثماناً لصالحهم، فإن الامر سيتوقف عندهم، فهم واهمون بل إن رقابهم ستكون بعد ذلك هي الثمن. لذلك فأنا أؤكد أن هذه القدس لنا، كانت لنا وستبقى لنا باذن الله وأن احتلالاً غاصباً لأرضها بضع عقود لا يمكن أن يغيّر بواقعها، وأبناء القدس ما زالوا يدافعون عنها، ونحن نعلم ان السبيل الوحيد لاستعادتها هو الجهاد والمقاومة".

واكد انه "لن يقبل فلسطيني بأي محاولة لنزع سلاحه، والذي يقبل يخرج من فلسطينيته ويخرج من شعبنا وأمّتنا، والذي يفعل ذلك يخون رسول الله صاحب الاسراء الى القدس، والذي يضيّع القدس لا يمكن ان يكون اميناً على مكة والمدينة"، مشدداً على ان "لا يظننّ أحد ان الحصار والقهر والقصف يمكن ان يضعف عزيمتنا"، معتبراً "ان هناك تفاوض غير مباشر من اجل تخفيف الحصار وصولاً الى انهائه على قطاع غزة، وذلك قد ينجح وقد لا ينجح، لكننا سنبذل كل الممكن".

وختم في موضوع المصالحة بالتأكيد على "ان مواجهة العدو تحتاج الى وحدة الشعب الفلسطيني على الرغم من التباينات السياسية، وسنبذل كل ما يمكن لما يحقق هذه المصالحة ويحقق مشروعنا على قاعدة التحرير والعودة".

الايوبي

ثم تحدث امين عام الجماعة الاسلامية عزام الايوبي فأكد ان معجزة الاسراء والمعراج هي احدى معجزات رسول الله محمد (ص)، معدداً للعِبَر التي يمكن استنباطها من هذه الذكرى، وقال: "عالمنا اليوم هو أشبه بالحالة التي عاشها رسول الله (ص) في الاسراء والمعراج، ظلم في كل مكان وعدالة غير متحققة، القوي يأكل الضعيف، وقضية فلسطين هي النموذج الصارخ في هذا الاختلال بميزان العدالة، فالمغتصب هو المدعوم، والمغتصَب هو الذي يحاكَم وهو الذي يطالَب بأن يقدم التنازلات دون أي مقابل، والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يُتَّهمون بالإرهاب وكأن الإرهاب ينتسب الى دين او ملة، بينما حوادث الإرهاب الحقيقية التي تملأ الأرض لا تُنسَب الى دين عندما يكون مرتكبوها من ملة غير المسلمين، والأمس القرب شاهد على هذه المقولة".

وتابع: ما يحصل مننهج والغرض منه محاولة دفع هذه الامة الى حالة التخلي عن قيمها ومبادئها والهروب حتى من الانتساب الى الإسلام من اجل ان تترك دعوتها، هذه الدعوة المؤهلة لمواجهة الظلم".

أضاف: "بلدنا قائم على الظلم والفساد، والظالمون والفاسدون هم أنفسهم من يتحدثون عن الظلم والفساد، لكن ان يحاول بعض هؤلاء ان ينسب الفساد الى فئة على أساس دين فهذا أفسد من الفساد وأكثر من الظلم. فعلى مدى عشرين سنة ماضية كان يُراد ان يصوَّر الامة الإسلامية واهل السنة منهم على وجه التحديد على انهم رعاة الإرهاب، وفي لبنان منذ نهاية العام 2011 وحتى الامس القريب لم يكن يتردد البعض من اهل الحكم في هذا البلد من ان يحاول ان ينسب الإرهاب الى مئة دينية وليس الى من يقوم به، ولا اذكر اننا حاولنا في يوم من الأيام ان ننسب العمالة لإسرائيل على الرغم من ان الالاف من العملاء لا يزالون في حضن الكيان، ولم نحاول في يوم من الأيام ان ننسب تجارة المخدرات الى فئة او ملة او مذهب من هذا البلد، وكل ذلك لأننا نؤمن بأن الفعل لا يُنسَب الا الى فاعله وليس الى الدين او المذهب".

واستمر: "يطالعنا بعض هؤلاء بمحاولة نسب الفساد القائم والمتغلغل في هذا البلد الى مذهب او ملة محددة من أبناء لبنان، متناغمين في هذه الحالة مع المنظومة العالمية التي تحاول ان تنال من المسلمين ومن اهل السنة على وجه الخصوص".

وشدد على ان "الخراب في هذا البلد قادم لا محالة اذا استمر اهل الحكم في مسارهم، وكل يوم نشهد التراشق بين من يقتسمون السلطة والنفوذ ومقدرات البلد، وكل واحد يحاول ان يظهر نفسه مصلحاً بينما هو جزء لا يتجزأ من منظومة الفساد".

واكد ان "مقدرات الامة تباد من اجل خدمة بقاء المشروع الصهيوني الذي ربط الاسراء والمعراج بينه وبين اكبر مقدساتنا وهي مكة المكرمة، فكلنا ينادي اين صلاح الدين وأين عمر؟ فعمر وصلاح الدين ليسا رجلاً انما منهاج لصلاح الدين ، ان قامت به الامة تحقق لها ما تحقق على يد صلاح الدين، وانا أقول لكم بكل ثقة ان الامة ذاهبة بهذا الاتجاه على الرغم من كل مشاهد الاشلاء والدمارالتي نشهدها في بلادنا العربية والإسلامية لان الشعوب بمجرد ان تحيا وتنخرط في منظومة ما يؤسس للمستقبل حتى لو تهدمت الدور فمن السهل ان يعاد بناؤها، فكيف اذا كان الشعب هو الميت".

وختم: "الله عز وجل أراد ان يرسخ في هذه الامة ان الاحياء الحقيقيون هم الذين لا يترددون في بذل الدم والمال من اجل احقاق الحق والارتفاع بالقيم التي بها تقوم الأمم وفي مقدمتها قيمة العدالة